توقيت القاهرة المحلي 06:28:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وجوه من رمضان رجل الفكر والمؤسسات

  مصر اليوم -

وجوه من رمضان رجل الفكر والمؤسسات

بقلم - سمير عطا الله

العام 1975 كان الرئيس ياسر عرفات في ذروة قوته السياسية والعسكرية بين الفلسطينيين والعرب. وعندما انفجرت حرب لبنان ربيع ذلك العام، أصدر بياناً بعزل «حزب الكتائب اللبنانية من الحياة المدنية». وأطلقت النار في سماء بيروت ابتهاجاً. وصدرت صحف كثيرة مهللة. وزايد عدد كبير من السياسيين على أبو عمار.
يومها ذهب عبد المحسن القطان إلى أبو عمار في مقره المدجج بالسلاح، وقال له ماذا فعلت؟ هذا حزب لبناني، فدع اللبنانيين وحدهم يعزلونه. لا شأن لنا في تقييم بعضهم بعضاً. لنا أن نؤيد من نشاء ونعارض من نشاء، لكن ليس لنا أن نعزل أهل البلد في وطنهم.
العام 1990 كرر أبو عمار الخطأ نفسه في الكويت، فاستقال عبد المحسن القطان وإدوارد سعيد وإبراهيم أبو لغد من منظمة التحرير، احتجاجاً على مساندتها لصدام حسين. ثلاثة من كبار المثقفين الفلسطينيين يواجهون بشجاعة القوة العسكرية الفلسطينية.
الثلاثة كانوا حلقة واحدة قلبها القطان. دعم أبو هاني منظمة التحرير منذ تأسيسها وكان وفدها الأول إلى الصين للقاء ماوتسي تونغ. وانتُخب رئيساً للمجلس الوطني الفلسطيني، لكنه لم يهادن، أو يتواطأ يوماً، مع ما رآه خطأ في حق فلسطين. ولذا خرج من السياسات اليومية لينصرف تماماً إلى العمل الفكري والخيري والثقافي. وبذل في سبيل ذلك كل وقته والجزء الكبير من ثروته. وبدل أن يعترض أحد من أبنائه على صرف المال خارج العائلة، انضووا معه في المشاريع الكبرى التي نفّذها في فلسطين. وتولى نجله عمر، المتخرّج من أكسفورد، رئاسة مؤسسة عبد المحسن القطان في لندن، التي خصص لأعمالها 100 مليون دولار ما بين غزة والضفة. وكان أبو هاني مؤسساً، ثم رئيساً لمؤسسة «التعاون» في جنيف، التي ضمت كبار رجال الأعمال الفلسطينيين. وأيضاً كرّس لها الوقت والمال. وخلف مظهره الراقي والمتواضع أشرف على تطوير المؤسسة وتوسيع أعمالها. وكانت تشجعه في كل خطوة، سيدة من نبلاء فلسطين وكبار عائلاتها التربوية، ليلى المقدادي، عزيزتنا وسيدتنا أم هاني، أم المئات من الطلاب العرب، من المغرب إلى المشرق.
التقيت أبا هاني أول مرة في الكويت العام 1962. عمّرت هذه الصداقة وكبرت وعبرت التنقل العربي من الكويت إلى بيروت إلى القاهرة إلى لندن إلى جنوب فرنسا. كان كبير القوم.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وجوه من رمضان رجل الفكر والمؤسسات وجوه من رمضان رجل الفكر والمؤسسات



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 06:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان
  مصر اليوم - تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon