توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طوكيو تحترق

  مصر اليوم -

طوكيو تحترق

بقلم - سمير عطا الله

كان بيل أورايلي الوجه التلفزيوني الأكثر شهرة على قناة «فوكس نيوز» إلى أن أُرغم على الاستقالة بتهمة التحرش قبل عامين. استغل شهرته الواسعة في وضع سلسلة من المؤلفات تحت عنوان واحد: «قتل... فلان» بمساعدة الكاتب مارتن دغارد، ضمت أشهر حوادث القتل السياسي، مثل أبراهام لنكولن وجون كيندي. في كتابه الأخير «قَتل الشمس الساطعة» يروي كيف حسمت أميركا الحرب مع اليابان. وعندما يقال لك، يخيل إلينا جميعاً أننا نتحدث عن القنبلتين الذريتين اللتين ضربتا هيروشيما وناغازاكي. لكن «قتل الشمس الساطعة» يروي لحظة فلحظة أقسى عملية قصف في التاريخ: طوكيو 10 مارس (آذار)، 1945.
من خلال قراءاتي الماضية حول الحرب العالمية الثانية، كنت أعتقد - وأكتب - أن مدينة درسدن الألمانية هي التي تعرضت لأشد قصف عرفته مدينة. لكن قراءة تفاصيل قصف طوكيو، تظهر أن درسدن، وحتى هيروشيما، لا شيء أمامها. سوف أسمح لنفسي بالنقل شبه الحرفي:
«بدأت عاصفة مدمرة ضرب طوكيو قادمة من الشمال الغربي. كانت موجة من قاذفات بي 29 تحلّق على علو منخفض فوق المدينة. أسقطت عدداً محدوداً من القذائف التقليدية، ثم اتجهت في رحلة طويلة نحو شبه جزيرة بوساو. مضت ثلاث ساعات على أول غارة كبرى على المدينة المغطاة الآن بدخان أسود. ولأن طوكيو، وبعد أربعة أشهر على بدء الغارات الجوية الأميركية، كانت تبدو سليمة إلى حد كبير، لم يشعر غير القليل من المواطنين في هذه الليلة الصافية الباردة بضرورة مغادرة منازلهم الخشبية إلى الملاجئ. وحين ابتعدت الطائرات بعض الشيء، كان في وسع سكان طوكيو القلقين أن يشعروا بالأمان من جديد، وأن يخلدوا إلى النوم.
ولكن بعد سبع دقائق، لا أكثر، تمزق الأمان، وإذا بالطيور المرعبة تحلق من جديد وعلى نحو وحشي في سماء المدينة. أسرع سكان طوكيو صوب الملاجئ الإسمنتية، متيقنين أن موجة ثانية من القصف المدمّر على وشك أن تبدأ. ولأن الملاجئ لا تتسع لأكثر من خمسة آلاف شخص، اندفع مئات آلاف الأشخاص في الشوارع - أباء، وزوجات، وأطفال، وعجائز، ونساء حوامل. كثيرون كانوا يحملون على ظهورهم أكياساً وضعوا فيها حاجاتهم الأساسية. وبسبب خوفهم ألاّ يبلغوا الملاجئ في الوقت المناسب، أشار الآباء على عائلاتهم أن يتخذوا أي مكان آمن ملجأ لهم. فرموا أنفسهم في الأنفاق والأقنية وحفروا في الأرض بسرعة حفراً دسّوا أجسادهم فيها. كان البعض يتطلع إلى فوق يتابع خطوط الضوء وهي تنير السماء أمام المدافع الأرضية المضادة للطائرات».
إلى اللقاء...

 نقلا عن الشرق الاوسط اللندنيه

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طوكيو تحترق طوكيو تحترق



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon