توقيت القاهرة المحلي 06:28:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وجوه من رمضان علّامة الجزيرة

  مصر اليوم -

وجوه من رمضان علّامة الجزيرة

بقلم : سمير عطا الله

  يطيب للإنسان كلما تقدم في السن أن يستعيد ما هو طيب من الذكريات والصداقات. وبعض هذه الذكريات يحمل في طيه تشريفاً. عندما دعيت إلى إلقاء محاضرة في دار حمد الجاسر، خامرني شعور واحد وهو الاعتزاز بالوقوف في كنف العلم، والتشرّف بالمرور في مدرسة عَلَم من أعلام الجزيرة.

استهل حمد الجاسر الحلقة الأولى من «ذكريات ورحلات» قائلاً: «كانت أولى رحلاتي إلى مدينة الرياض سنة إحدى وأربعين وثلاث مائة وألف، وقد تجاوز عمري إذ ذاك العاشرة بسنوات، وهي فترة من حياتي عشتها عيشة بؤس وشقاء، وضعف في صحتي مما انتابني من أمراض». ويقول: «أخبرتني أختي بأنني حُفر لي أربعة قبور، أي أن اليأس من حياتي اعترى أهلي أربع مرات بحيث كانوا يحفرون القبر لي، ولكن يدفن فيه غيري». ويقول في موضع آخر: «... لا أزال أذكر ما يردده أبي عليّ، حين يشاهد ما أنا عليه من ضعف فيما معناه: هذا الشيخ عبد الرحمن بن عودان، وكان قاضي الجهة التي تقع فيها قريتنا كان أبوه يقول: أنا ما أخاف على عيالي، فهم أقوياء ويستطيعون أن يعيشوا كغيرهم من الناس، ولكن هذا (الأعيمي) المسكين بفضل العلم يعيش إخوته بكنفه!!». وكأن والده بهذه القصة يشجعه على الاهتمام بالعلم، فقد يصبح، رغم اعتلال صحته، مثل صاحبنا «الأعيمي» الذي يعيش إخوته بكنفه بفضل العلم.

حيثما ذهب حمد الجاسر نشر من حوله العلم. أولاً، في الوظيفة الرسمية التي ترقى فيها سيداً من أسياد المعارف والتربية. لكنه وجد المنصب ضيقاً على طموحاته العلمية، فاختار الصحافة منبراً له ومسرحاً لجهوده. هكذا كان أول من أسس «اليمامة»، وأوائل من عمل في تحرير صحيفة «الرياض». وفي غضون ذلك كان قد أصبح عضواً في المجمع العلمي العربي في دمشق، والمجمع العلمي العراقي، والمجمع العلمي المصري. وبهذا رفع مستوى الصحافة من العمل العاجل إلى الفكر المتأمل. ومن شدة ارتباطه بالجزيرة العربية وتاريخها وجغرافيتها وتراثها أصدر مجلة «العرب» من أجل التخصص فقط في تاريخ الجزيرة وآدابها. وقد التم حوله عدد من كبار الأقران يساعدونه في الأبحاث والتوثيق. وغالباً ما كان يطوف بنفسه على المواقع والقرى والمناطق، مازجاً دوماً بين علم الاجتماع وعلم التاريخ. عاش ومات، رحمه الله، في الكتب وعالم الكتب. أنشأ الصحف وامتلك المطابع وافتتح المكتبات. أي كل ما له علاقة بالكلمة والحرف، فذلك كان عالمه الوحيد. وقد أُعطي الدكتوراه الفخرية، ونال أهم وأرقى الجوائز العلمية في السعودية والإمارات والكويت ومصر. وبدا كل هذا التكريم أمراً طبيعياً لا نقاش فيه. رجل في حجمه وآثاره مؤسسة علمية كاملة.

نقلًا عن الشرق الآوسط اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وجوه من رمضان علّامة الجزيرة وجوه من رمضان علّامة الجزيرة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 06:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان
  مصر اليوم - تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon