توقيت القاهرة المحلي 12:34:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فائض التوتر وفائض النعاس

  مصر اليوم -

فائض التوتر وفائض النعاس

بقلم : سمير عطا الله

كان الكاتب الأفرو أمريكى، جيمس بالدوين، يقول إن مشكلة الرجل الأبيض ليست فى أنه لا يعرف الرجل الأسود، بل فى أنه لا يعرف نفسه. راجع هذه الكلمات فى ضوء مشاهد الجحيم المفتوح فى المدن الأمريكية، حيث تقابل وحشية الشرطى الأبيض بوحشية المتظاهر الأبيض أيضاً. حرائق ودمار وخراب بدل مظاهرة صامتة مثل تلك التى حملت مليون أسود ذات يوم إلى البيت الأبيض.

العنف إحدى سمات المجتمع الأمريكى. وسببه العميق الخوف من الآخر وعدم الاطمئنان إليه. ولذلك، اندفع الأمريكيون إلى شراء الأسلحة بعد «كورونا» على نحو غير مسبوق، خوفاً من انتشار السرقات والتعديات. والولايات المتحدة هى ربما البلد الوحيد فى العالم الذى يشرِّع اقتناء السلاح الفردى، ويسهل شراءه من دكانة الحى. و«اللوبى» الوحيد الأكثر قوة من «اللوبى» الإسرائيلى هو «لوبى» البندقية الأهلية. هى ثقافة تلقى معارضة كبرى، لكن هذه المعارضة لاتزال أضعف من تحقيق أى تقدم.

يشد فى أزر هذه الثقافة مشاهد مثل التى تفجرت بعد خنق جورج فلويد. يشعر الأمريكى أنه بلا حماية كافية فى منزله ومخزنه وسيارته، وسط شراسة الفوضى وانفلات الغرائز وتهافت القانون.

فجأة يطل العنف من كل الجهات. وله أحزاب وأتباع فى كل مكان. وباريس ليست أقل مَيلاً إلى الفوضى والتكسير والاعتداء على أملاك الآخرين.

حيث يضعف القانون تستقوى الفوضى. وعندما تدب هذه، تتراجع جميع الروادع. وقف شقيق فلويد يدعو إلى الهدوء. يكفى العنف التافه أنه أخذ شقيقه أمام أعين أمريكا. والأكثر بشاعة فيه أنه عنف رسمى. شرطى ميرى وابن حكومة. ولو لم يكن كذلك لظلت المسألة جريمة فردية من العنصريات المألوفة فى مجتمع لايزال منقسماً، مثل سائر مجتمعات العالم، بدرجات متفاوتة وجذور مختلفة.

فى نهاية المطاف هى أيضاً أزمة ترامب عشية الانتخابات. الكثير من الشدة كثير والقليل منها قليل. ويسعفه فى هذا المأزق الجديد منافسة الديمقراطى جو بايدن الذى وصفه، على طريقته، «بالنعسان». ويشبه بايدن فى شخصيته البطيئة وكيل وزارة الخارجية فى إدارة كلينتون المستر وارن كريستوفر. وكان كريستوفر من كبار المحامين فى البلاد، لكن مع تقدمه فى العمر أصبح شديد البطء. فصار كلما أدلى بتصريح نشره الصحفيون ذاكرين «قال الراحل كريستوفر أمس...».

أين فائض التوتر عند الرئيس ترامب، وفائض النعاس عند نائب الرئيس السابق، بايدن. تحول المشهد المخيف إلى معركة انتخابية حادة. ومع ترامب سوف تتحول أيضاً إلى ملاكمة حرة. وفوق هذه الحلبة يبدو مشهد بايدن مثيراً للعطف.

* كاتب وصحفى لبنانى

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فائض التوتر وفائض النعاس فائض التوتر وفائض النعاس



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 03:10 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

داليدا خليل تستعد للمشاركة في الدراما المصرية

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

أهالي قرية السلاموني يعانون من الغرامات

GMT 02:17 2016 الثلاثاء ,21 حزيران / يونيو

فوائد عصير الكرانبري لعلاج السلس البولي

GMT 01:18 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

سامسونج تكشف عن نسخة باللون الأحمر من جلاكسى S8

GMT 17:27 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أطعمة تمنع مرض الزهايمر أبرزها الأسماك الدهنية

GMT 15:02 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ريلمي تعلن موعد إطلاق النسخة الجديدة من هاتف Realme GT Neo2T

GMT 13:46 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

رامي جمال يروج لأغنية "خليكي" بعد عودة انستجرام

GMT 04:47 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

{غولدمان ساكس} يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي

GMT 05:00 2021 الأربعاء ,14 تموز / يوليو

تفريغ 964 طن حديد في ميناء غرب بورسعيد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon