توقيت القاهرة المحلي 22:01:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قال من روى عمن سمع عمن حضر

  مصر اليوم -

قال من روى عمن سمع عمن حضر

بقلم: سمير عطا الله

في غياب إلياس رحباني «ثالث الأخوين» يغيب أحد العناوين الأخيرة من ذلك اللبنان المتنوع الذي جعل من عاصمته شريكة أساسية لمصر في بعض أضواء الزمن الجميل. ولست أنا من يقول ذلك، ولا بعض الشوفينيين اللبنانيين الذين بالغوا في أمورنا حتى أضحكوا الناس. الذي قال ذلك كان رجلاً يدعى جمال عبد الناصر. ولست أجد شهادة لبيروت أفضل من شهادته كما نقلها أمينه ورفيقه محمد حسنين هيكل إلى يوسف القعيد في كتابه (دار الشروق) «محمد حسنين هيكل يتذكر: عبد الناصر والمثقفون والثقافة». سوف أنقل هنا بالحرف كلام هيكل نقلاً عن عبد الناصر فيما تزول أنوار بيروت ويغيب دورها وتفقد هذه المدينة الجميلة ذات يوم حيويتها، تحت ثقل الفشل السياسي والاقتصادي والأخلاقي:
«طول عمره ما أحب قراءة الملخصات، ولكنه لم يكن يقرأ كل الصحف: أولاً، كان في الصباح الباكر يرى الصحف المصرية. ثانياً، وقت الظهر تكون قد وصلت صحف وجرائد العالم العربي، خاصةً صحف بيروت. ثالثاً، ليلاً تكون وصلت الصحف الخارجية».

 

«هذا هو نظامه اليومي مع الصحافة المصرية والعربية والعالمية، الصحف المصرية صباحاً، يراها مع الإفطار، ولأنه لم يكن ينام بعد الظهر، كان فقط «بيتمدد» وهو صاحي، وكان يأخذ معه الصحف القادمة من بيروت، وهو يعلم توجهات بعضها. في الليل، قبل النوم، كان يقرأ الصحف القادمة من إنجلترا أو من أميركا».
«عبد الناصر كان عنده إعجاب حقيقي بفيروز، لم يكن يستطيع أن يخفي إعجابه بفيروز ووديع الصافي. كانت هناك أصوات كان يسمعها ويحبها بدون حدود. كان من أمنياته أن يكون عندنا هنا في مصر لون من الغناء، الذي هو لون فيروز ووديع الصافي، حيث صوت الجبل. كان يحلم بوجود هذا الصوت في مصر. وقد حدث أن سمع جمال عبد الناصر، بالصدفة البحتة، عفاف راضي وهي تغني».
«كان من عادة جمال عبد الناصر عندما كان يسافر إلى خارج مصر، أن يفتح الراديو على القاهرة دائماً. ويومها لفت جمال عبد الناصر نظري إلى صوت عفاف راضي. قال لي إنها موهبة. صوتها فيه حاجة وعينة من فيروز، ولو أن أحداً اهتم بيها في الإذاعة. ووفروا لها ملحنين كويسين، يمكن تصبح عفاف راضي فيروز أخرى. فأرجوك تهتموا بيها. ثم عدنا وحدثت أمور أخرى وجدت ظروف مغايرة».
«كان جمال عبد الناصر معجباً بوديع الصافي. كان يرى أنه صوت فيه قوة الجبل، وعذوبة الترتيل الكنسي الذي يكون له إيقاع ورنين. كان جمال عبد الناصر يعتبر أن هناك مركزين للحيوية الفكرية والفنية في الوطن العربي: القاهرة وبيروت».
«كان جمال عبد الناصر يعتقد أن الشام تصب في بيروت في النهاية، وأن الأردن والخليج تصب في بيروت، وأن شمال أفريقيا ووسط أفريقيا وجنوبها والسودان تصب في القاهرة. إن تفاعل وتلاقي العاصمتين مع بعضهما، كان في اعتقاده يمكن أن يحدث المعجزة، ولذلك كان يحب أشياء كثيرة لبنانية».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قال من روى عمن سمع عمن حضر قال من روى عمن سمع عمن حضر



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 17:49 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل
  مصر اليوم - مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 18:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
  مصر اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب

GMT 11:04 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

منة فضالي جمهورها بمناسبة عيد الأضحى
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon