توقيت القاهرة المحلي 06:28:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وجوه من رمضان: «معالي الوزير»

  مصر اليوم -

وجوه من رمضان «معالي الوزير»

بقلم - سمير عطا الله

جميع الأشياء في المغرب لها لونٌ خاص. تشعر أنك في قلب العالم العربي وبعيداً عنه في وقتٍ واحد. اللهجة، الهندسة المعمارية، الطابع القديم، وتلك الحيوية التي تحرّك المدن القديمة والشوارع العتيقة وكأن الناس جميعاً ذاهبون إلى موعدٍ واحد. لم أسافر مرةً إلى الرباط، أو الدار البيضاء، أو فاس، إلا وأنا في شغفٍ حقيقي. دائماً أتوقع جديداً ما، أو عبيراً تاريخياً ما، أو مشهد سقوفٍ علاها صدأ التاريخ ونسي المصلحون أن يمروا بها. وفي هذه الحيوية، تشعر وكأن الجميع في نقاش ما. في المقاهي، وفي المطاعم، وفي المجالس، وفي المحاضرات، وفي الأسواق العتيقة وحي الصفّارين. وما أسهل أن تعقد الصداقات في المغرب، وما أبقاها وأودّها. ذات مرة، دعاني الصديق الشاعر محمد الطنجاوي للمشاركة في تكريم الدكتور أحمد بن سودة، أحد رفاق محمد الخامس في نضاله ضد الفرنسيين، وأحد سفراء وكبار مستشاري الحسن الثاني.
ربما كان سبب الدعوة أن أحمد بن سودة عمل سفيراً لفترة طويلة لدى لبنان، وبالتالي كان علينا أن نرد له الجميل في تلك المناسبة. لم أتعرّف إلى بن سودة في بيروت، ولكن في قصر الحسن الثاني في الرباط. ومثل غيرها من الصداقات المغربية، فقد اغتنت ودامت. غير أنه في يوم التكريم الحافل، الذي جمع أعيان المغرب وبسطاءه، لاحظت أن العمر قد أثقل كثيراً على المستشار الأول، وخصوصاً على ذاكرته.
وفي جملة برنامج الزيارة، قال لي الطنجاوي إنه لا بد من المرور بالمدرسة القرآنية التي أقامها «معالي الوزير»، وظننت أن «معالي الوزير» هو صديقنا المكرّم. غير أن الطنجاوي أوضح أن «معالي الوزير» لقبٌ أطلق على محمد، شقيق بن سودة، مذ كان طفلاً كنوعٍ من التحبب، غير أنه لم يعرف كرسياً رسمياً في حياته، ولم يكن له من السياسة سوى هذا اللقب.
رافقنا «معالي الوزير» إلى حارةٍ قديمة من حارات الرباط، ودخلنا مجموعةً من الشوارع الصغيرة الضيقة، إلى أن وصلنا أمام مبنى متواضع تتعالى منه أصوات الأطفال وهم يرتلون أو يرددون الآيات. قدّمنا «معالي الوزير»، الباسم أبداً، إلى تلاميذه وتلميذاته، وطلب من أكثرهم حفظاً ونباهةً أن يعرضوا قدراتهم وذكاءهم. شعرت يومها، وحتى هذا اليوم، أنني في أكبر جامعةٍ خيرية عرفتها في حياتي. لقد كانت تلك الغرفة الصغيرة كل ما يستطيع أن يقدمه «معالي الوزير» لأطفال المغرب المحتاجين. وإذ بدا مفتخراً ومعتزاً بما قام به، شعرت أنه يحتاج إلى تكريمٍ ما، مثل شقيقه الذي ملأ اسمه آداب المغرب وسياساته ونضالاته.

المصدر : جريدة الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وجوه من رمضان «معالي الوزير» وجوه من رمضان «معالي الوزير»



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 06:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان
  مصر اليوم - تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon