توقيت القاهرة المحلي 10:02:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الروائية الأولى

  مصر اليوم -

الروائية الأولى

بقلم : سمير عطا الله

 يتفق مؤرخو ودارسو مناهج الأدب العربي على أن فن الرواية بالمعنى الحديث بدأ مع «زينب» والدكتور حسين هيكل. لكن ترى من الذي بدأ فكرة المسلسلات التي تغمر العالم العربي منذ بضع سنين سواء في شهر رمضان أو خارجه؟ يخيّل إلي أن رائدة المسلسلات في العالم أجمع كانت السيدة شهرزاد، زوجة السلطان شهريار وشقيقة السيدة دنيازاد.

لم تكن تدرك يومها - أو ليلتها - أنها تؤسس لفنٍّ أدبي جديد وفائق المتعة. لكن هذا ما حصل. ففي حسها الأنثوي الحاذق عرفت أن متعة شهريار الكبرى هي في الاستئناس بالحكايات حتى لو تبين له أنها مجرد مخيلة خصبة وبراعة جميلة.

ألف ليلة وليلة ظلّت الزوجة الأخيرة لشهريار تحدّث عن بيضة الرخ الهائل الحجم ومغارة علي بابا ومصباح علاء الدين ورحلات السندباد. وللمناسبة، لا يزال هناك خلاف حول موطن السندباد الأول: هل خرج من بغداد أم سلطنة عمان، التي ضمته إلى تراثها، يساعدها في ذلك عدد من العلماء الألمان والإسكندنافيين، الذين يعتقدون أن لا بد أن السندباد ركب البحر من مسقط وليس من دجلة.

الأرجح أن الحكايات الشفهية بدأت قبل السيدة شهرزاد في هذا العالم. وقد تحولت كما في بلاد الإغريق، إلى ملاحم شعرية. كما استمرت الحكايات الشعبية والبطولات في آداب الشعوب الأخرى. غير أن شهرزاد كانت الأكثر تنوعاً والأكثر عالمية، وأيضاً الأكثر سلوى، مع أن هويتها الأولى ظلّت الهوية العربية وظل عالمها الأول عالم الخليفة هارون الرشيد.

لم تكن ألف ليلة وليلة روايةً مسلسلةً فحسب، وإنما كانت أيضاً مشاهد مسرحية متقنة، وفي لغة هذه الأيام كانت سيناريو بديعاً غنياً بالتفاصيل مثل تلك السيناريوهات التي أبدع فيها نجيب محفوظ. مسلسلٌ متساوي الحلقات، مليء بالحوادث والأشخاص والمناظر الطبيعية والتنقل الجغرافي، وفوق كل ذلك، ذو إخراج عبقري يفوق ما عرفناه في أفلام «ديزني» وروائع «هوليوود». انتقلت ألف ليلة وليلة إلى مئات اللغات، وتحول معظم أبطالها إلى أفلام أو مواضيع مسرحية في معظم أنحاء العالم، وتداخل أبطالها مع الرموز المتخيلة في الثقافات الأخرى. وتركت في أذهان الناس حول العالم، صورة للمرأة الذكية المثقفة القادرة على أن تغيّر زوجها من القسوة المطلقة وقطع الرؤوس إلى الاقتناع بأن يصبح زوجاً ليناً وأباً تضع له شهرزاد ثلاثة أبناء.

لا مقارنة بين مسلسلات اليوم وبين المسلسل الألفي الأول. وبعض ما يعرض خالٍ تماماً من جميع خصائص ألف ليلة من الجاذبية وخفة الظل وذكاء الدعابة وغنى الصورة وألوانها. إلا أن رمضان يطل كل عام بمسلسلٍ رائعٍ على الأقل. وأحياناً أكثر.

ومثل هذا العمل ينقذ التلفزيونات من الرتابة والملل والتقسيط غير المريح.

نقلا عن الشرق الآوسط اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الروائية الأولى الروائية الأولى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
  مصر اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 08:48 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
  مصر اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
  مصر اليوم - نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف أسراراً جديدة عن بداياته الفنية
  مصر اليوم - خالد النبوي يكشف أسراراً جديدة عن بداياته الفنية

GMT 09:21 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلاق إعلان الرياض لذكاء اصطناعي مؤثر لخير البشرية
  مصر اليوم - إطلاق إعلان الرياض لذكاء اصطناعي مؤثر لخير البشرية

GMT 23:09 2019 الإثنين ,24 حزيران / يونيو

بورصة دبي تغلق دون تغيير يذكر عند مستوى 2640 نقطة

GMT 21:08 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

باريس سان جيرمان يستهدف صفقة من يوفنتوس

GMT 14:28 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير المصري تدعم إستمرار ميمي عبد الرازق كمدير فني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon