توقيت القاهرة المحلي 06:46:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من الكويت مع التحيات

  مصر اليوم -

من الكويت مع التحيات

بقلم - سمير عطا الله

قبل استقلال الكويت العام 1961 قدم رئيس وزراء العراق نوري باشا السعيد عرضاً سخياً على الدولة العتيدة: أن تنضم إلى اتحاد يضم العراق والأردن. أعرب الشيخ عبد الله السالم عن تقديره الشديد لكنه اعتذر عن عدم القبول: أسباب العرض واضحة، وأسباب الرفض أكثر وضوحاً.

الزعيم عبد الكريم قاسم لم يكن لديه الوقت الكافي للياقة الباشوات فأعلن ضم الكويت بعد استقلالها. وأرفق صدام حسين قرار الضم بعملية اجتياح انتهت بحرب شارك فيها نحو مليون عسكري. قدرت كلفة الاحتلال، في الاتجاهين، بنحو 300 مليار دولار.
الآن يرصد مؤتمر إعادة إعمار العراق في الكويت 30 مليار دولار، هو في اعتقادي لا يكفي في بلد لم تتوقف أضرار الحروب فيه منذ نحو أربعين عاماً. وقد نظر الكثيرون إلى المؤتمر من ناحيته الرمزية، أي قيام الكويت المحتلة ذات مرحلة، بمبادرة بناء الدولة الغازية ذات مرحلة. والبعض الآخر أدخل الشماتة في نوعية الحدث، وهي لا تليق ولا تفيد.
والدروس أيضاً لا تفيد في عالمنا الذي كنا نغني له عربياً أبياً وهو مُخترَق الآن بثلاث قوى ذات عداء تاريخي مع العرب والعروبة: إيران وتركيا وإسرائيل. إلا أن المبادرة الكويتية تظل درساً سواء تعلمناه أم رأينا غداً دولة عربية تغزو دولة عربية أخرى وهي في الطريق إلى إسرائيل. وقد دُمِّر نصف العالم العربي ولا يزال ذلك التاريخ مقطوعاً.
لماذا دولة في حجم الكويت سوف تساهم في إعمار دولة تدعى بين النهرين من حيث الخصب التاريخي، وتتمتع بثاني أضخم احتياطي نفطي؟ النظام، لا شيء آخر. لأن الكويت تعيش في ظل نظام طبيعي عادي ليس فيه مشانق وسجون وحروب وظلمات، بينما يبدّد العراق ثرواته الهائلة – خصوصاً البشرية منها – على التململ العنفي في الداخل والخارج. ويستقبل لبنان مليوني نازح سوري وهو لا يملك من مساحة وثروة سوريا إلا القليل، لكنه اختار العيش في نظام بسيط عادي.
من مجرد مشاهدة للنشرات الإخبارية، يشعر المرء أن أموال العالم لا تكفي لإعادة إعمار سوريا والعراق. ولماذا كل هذا العنف على الناس والممتلكات؟ عندما دخلت جيوش الاتحاد السوفياتي وحلف فرصوفيا العام 1968 لقمع «ربيع براغ» لم تطلق عياراً واحداً حتى في الهواء. وكان الضحية الوحيدة للغزو طالباً أحرق نفسه يدعى يان بالاخ. الآن يقول العبادي إن ضحايا حرب «داعش» في العراق 18 ألف بشري. ضحايا الحرب مع إيران كانوا مليوناً. ضحايا الاحتلال الأميركي ليس هناك من يعرف. وليس في الأمر أهمية. فنحن، كما كتب الزميل راشد فايد في «النهار»، شعب غير قابل للانقراض.

نقلا عن الحياة اللندنية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من الكويت مع التحيات من الكويت مع التحيات



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon