توقيت القاهرة المحلي 11:54:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كما كتب الزميلان

  مصر اليوم -

كما كتب الزميلان

سمير عطا الله
بقلم - سمير عطا الله

يدوّن الزميل الكبير جميل مطر هذه الأيام شيئاً من مذكراته «المصري اليوم» حول حياته في مهنتين شقيقتين «الدبلوماسية والصحافة». في الفصل الأخير، يروي حكاية انتقاله «صحافياً دبلوماسياً ناشئاً» من الهند إلى الصين. كانت تلك يومها صين الرئيس ماو تسي تونغ، أو «التشيرمان ماو»، وأيضا «العم الطيب» كما لقبه الأطفال. من أجل الوصول إلى بكين كان عليه أن يذهب أولا إلى هونغ كونغ، حيث يمكنه شراء كل شيء لا يستطيع العثور عليه في الصين الأم. وقد اكتشف عندما ذهب إلى الخياط أنه لا بد أن يترك مقاسه هناك، بحيث يمكن أن يطلب الثياب منه بالبريد، لأن الخياطة في الصين نفسها لم تكن بهذه السهولة. كل شيء كان آنذاك، الزعيم ماو. التعاليم تعاليم ماو، الاقتصاد اقتصاد ماو، التحية تحية ماو. وما عدا ذلك لا شيء ولا أحد.

ذكرني الزميل بصحافي كبير آخر هو البولندي رازيارد كابوشنسكي الذي سافر إلى الصين في تلك المرحلة في ظروف مشابهة تماما.

كان عليه أن يذهب من الهند إلى هونغ كونغ، ومن هونغ كونغ سوف يستقل القطار وينتقل بين عدة محطات طوال ثلاثة أيام. لكن كابوشنسكي كان مدعوما «من الحزب الشيوعي الصيني»، ولذلك وضع في تصرفه مترجم خاص يدعى «الرفيق لي». ولما كان البولندي شيوعيا هو الآخر، فقد كان يعرف أن للرفيق «لي» مهام أخرى غير الترجمة، بينها مراقبة الضيف كيفما تحرك، منها مثلاً أن يترك باب غرفته، أي الرفيق لي، مفتوحاً في مواجهة غرفة الرفيق رازيارد. كلما طرح الصحافي البولندي سؤالاً لمسألة تتعلق بالصين، يحب أن يبدأ جواب الرفيق «لي» بلازمة لا شيء يغيرها على وجه الأرض: «وفقاً لأقوال الزعيم وأفكاره المخلدة»، فإن الجواب هو كما يلي: ثم يأخذ في قراءة مقتطفات من المجلدات التي تتضمن خطب ومقالات «العم الطيب». وفي بعض الأحيان، كابوشنسكي يطرح سؤالا، فيجيب الرفيق لي بأن عليه العودة إلى رؤسائه في هذا الأمر. ولم يجب في أي مرة عن أي سؤال.

غير أن أثمن ما قاله الرفيق «لي» وهو يقدم ضيفه إلى الصين، أنها بلاد السور الذي لا مثيل له. أمضى الصينيون ألفي عام في بنائه، «حيطاً بعد آخر» وانتهوا إلى حائط طوله عشرة آلاف كلم. الخارج، والخوف من الخارج، كان هو دائما الهاجس الكبير، والغريب هو الكائن السيئ النية.

كم تغيرت الصين، السور العظيم، وصين الزميل جميل مطر، وصين البولندي الرائع. إنها اليوم تطلب الانفتاح على العالم أجمع. والرحلات إلى بكين بالطائرة مثل الرحلات إلى أي مدينة أوروبية. وتلك البيوت الصغيرة التي تحدث عنها كابوشنسكي في العاصمة تحولت الآن إلى ناطحات في جميع أنحاء البلاد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كما كتب الزميلان كما كتب الزميلان



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon