توقيت القاهرة المحلي 09:29:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بحثاً عن مؤتمر

  مصر اليوم -

بحثاً عن مؤتمر

بقلم - سمير عطا الله

تحول ما جرى ويجري في سوريا إلى ما يشبه مسرحية الإيطالي بيرانديللو «ست شخصيات تبحث عن مؤلف». بدأت ثورة، وتحولت إلى «جيش حر» في مواجهة الجيش، ثم حرب بين «الإخوان» والدولة، ثم الأصوليين، ثم الإرهاب، ثم إيران، ثم تركيا، ثم روسيا، ودائماً أميركا، على هذه الدرجة أو تلك... ثم «داعش»، ثم جيوش الخارج على أنواعها، في هذا الجانب وذاك.

وفي المراحل الأوَل لدمويات سوريا، كتبت أن ما يجري هو نسخة عن الحرب الأهلية الإسبانية، ولكن مع عناصر القرن الحادي والعشرين. إنها حرب المنطقة، لا حرب دمشق وحلب، وحرب النظام العربي وشكله المقبل. وبدل أن تهرب روسيا كما فعلت أيام سايكس – بيكو، فسوف تندفع هذه المرة بلا توقف وبلا نهاية.
واعترض مفكر عربي كبير وقال إن الاستعارات في التحليل فيها مبالغة أحياناً وشطط أحياناً أخرى؛ فلا سوريا إسبانيا الملكية، ولا المنطقة أوروبا. وقلت له أن لا تشابه مطلقاً في الدنيا، حتى في التوأم، ولكن الشبه في الأحداث والأدوار والمناخ العام مذهل. وكان رأيه أن المسألة سوف تحسم سريعاً، وكان اعتقادي أنها سوف تطول. وكانت قناعته أن انكفاء أميركا الأوبامية سوف يسهّل الحل ويقرب موعده، وكان رأيي معاكساً تماماً: سوف يعقّده ويؤخّره.

كانت هذه قراءاتي، أما أمنياتي فكانت نقيضها: أن تنتهي الحرب في أسرع وقت ممكن لكي لا تتمدد وتتحول سوريا إلى عراق آخر، وهذا فوق طاقة العرب على الاحتمال. لكن الأمنيات والنوايا لا تربح المعارك، ولا مكان لها في الحروب. وذوو النوايا الحسنة ليسوا من يُشعل الحروب ولا من يخمدها. وقد تجاوزت المسألة السورية أدوات الحرب والسلم كلها... من المؤتمرات المنقوصة في المدن والعواصم، إلى الحروب المفترسة في جسد سوريا وروحها. والأمم المتحدة لن تقدم اليوم وغداً أكثر مما قدمت أمس وقبله.
في نهاية هذه السبع العجاف، يبدو جلياً أن سلام سوريا وإعمارها ووحدتها وسيادتها واستعادة استقرارها في حاجة إلى مؤتمر دولي يرسم خريطة زمنية ويتفق عليها أيضاً؛ مؤتمر كما جرى بعد الحرب العالمية الثانية، لا يكون هدفه توزيع مناطق النفوذ وجوائز النصر والهزيمة، بل التوصل إلى مشروع سلام طويل، يمكّن العرب من الخروج من أنفاق الخراب؛ بدءاً من سوريا.
كان من الممكن الوصول إلى حل في سوريا قبل الآن بكثير، لو أننا أخذنا المشكلة كما هي حقاً؛ أي إنها مجموعة قضايا متداخلة كانت تحت مظلة واحدة، فأصبحت أمام معرض مظلات.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنيه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بحثاً عن مؤتمر بحثاً عن مؤتمر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon