توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مفكرة روسية من حرب أفغانستان

  مصر اليوم -

مفكرة روسية من حرب أفغانستان

بقلم : سمير عطا الله

نالت سفتلانا ألكسندريوفيتش نوبل (2015) على نوع جديد من الآداب. بدلاً من أن تكتب الرواية، تركت أشخاصها يتحدثون. فعلت ذلك خلال الكوارث التي ضربت روسيا: الانفجار النووي في «تشرنوبيل»، وحرب الروس في أفغانستان. فيما يأتي مقاطع مما رواه لها جنود روس من فرق مختلفة:

> عليك أن تطلق النار أولاً وتكتشف بعدها ما إذا كانت امرأة أم طفلاً... لكل منا كوابيسه.

> الحمير هناك، تستلقي أثناء القصف، وعندما ينتهي الأمر، تنهض من جديد.
> إن التحديق عن كثب في شجاعة شخص يواجه الخطر فيه شيء من الفجور ولذة التلصص. بالأمس، تناولنا الفطور في (كافتيريا المركز) وألقينا التحية على الشاب الذي كان يتولى الحراسة. بعد نصف ساعة، قتل بشظية طائشة من قذيفة هاون. حاولت طوال اليوم أن أتذكر وجه ذلك الشاب.

> قمنا بالقبض على بعض الإرهابيين وقد استجوبتهم: «أين مخزن أسلحتكم؟» لا جواب. ثم صعدنا باثنين منهم في المروحيات الهوائية (وسألنا): «أين هو؟ دِلّونا عليه!» لا جواب. ألقينا بأحدهم على الصخور...
> كم قد استخدم من الرصاص والقذائف، كم قد دُمّر من السيارات المصفحة والمروحيات الهوائية، كم من البدلات العسكرية قد تمزّق إرباً، كم كلفنا كل ذلك؟

> لدي في جسدي لائحة كاملة بالعناصر. ما زلت أعاني من الملاريا. وكنت قد قلعت من فترة وجيزة، بضعة أسنان، واحداً تلوَ الآخر، وبدأت أتكلم وأنا بعد تحت تأثير الصدمة والألم. طبيبة الأسنان، وهي امرأة، نظرت إلى وجهي بشيء من الاشمئزاز وقالت: «فمه مليء بالدم، ويريد أن يتكلم...». (في فمه ماء ويجرؤ على الكلام). في تلك اللحظة أدركت أنني لن أكون قادراً على التحدث بصدق عن أي شيء مرة أخرى. الجميع يفكر في أننا على هذا النحو، أفواه مليئة بالدم، ونريد أن نتكلم.

> جئت إلى طشقند بعد ستة عشر يوماً من إصابتي. كنت أشعر بألم في الرأس لمجرد الهمس، ولم أستطع التحدث بصوت عال. في المستشفى في كابول، فتحوا جمجمتي ووجدوا الكثير من صمغ العصيدة وأخرجوا بضعة أجزاء (جذاذات) من العظام. أعادوا جمع يدي اليسرى إنما بواسطة المسامير بدلاً من المفاصل. وكان أول ما شعرت به هو الحزن. حزنت لأنني لن أعود إلى هناك أبداً، ولن أرى أصدقائي أبداً، ولن أتمكن من القيام بالتمارين الرياضية على تلك القضبان الأفقية مرة أخرى. قضيت عامين إلا خمسة عشر يوماً في مستشفيات مختلفة. خضعت لثماني عشرة عملية جراحية، أربع منها تحت التخدير العام. كتب طلاب الطب مقالات (تقارير) عن وضعي، ما أعاني منه وما لا أعاني منه. لم أستطع أن أحلق ذقني بنفسي.

> عندما تصيب رصاصة شخصاً ما، تسمعها. إنه صوت واضح لن تنساه أبداً، يشبه صفعة مبلولة. زميلك بقربك يقع على وجهه في الرمل. رمل طعمه مرير كطعم الرماد. تديره على ظهره. السيجارة التي أعطيته إياها للتو عالقة بين أسنانه ولا تزال مشتعلة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مفكرة روسية من حرب أفغانستان مفكرة روسية من حرب أفغانستان



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon