توقيت القاهرة المحلي 02:30:42 آخر تحديث
الثلاثاء 25 شباط / فبراير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

مفكرة روسية من حرب أفغانستان

  مصر اليوم -

مفكرة روسية من حرب أفغانستان

بقلم : سمير عطا الله

نالت سفتلانا ألكسندريوفيتش نوبل (2015) على نوع جديد من الآداب. بدلاً من أن تكتب الرواية، تركت أشخاصها يتحدثون. فعلت ذلك خلال الكوارث التي ضربت روسيا: الانفجار النووي في «تشرنوبيل»، وحرب الروس في أفغانستان. فيما يأتي مقاطع مما رواه لها جنود روس من فرق مختلفة:

> عليك أن تطلق النار أولاً وتكتشف بعدها ما إذا كانت امرأة أم طفلاً... لكل منا كوابيسه.

> الحمير هناك، تستلقي أثناء القصف، وعندما ينتهي الأمر، تنهض من جديد.
> إن التحديق عن كثب في شجاعة شخص يواجه الخطر فيه شيء من الفجور ولذة التلصص. بالأمس، تناولنا الفطور في (كافتيريا المركز) وألقينا التحية على الشاب الذي كان يتولى الحراسة. بعد نصف ساعة، قتل بشظية طائشة من قذيفة هاون. حاولت طوال اليوم أن أتذكر وجه ذلك الشاب.

> قمنا بالقبض على بعض الإرهابيين وقد استجوبتهم: «أين مخزن أسلحتكم؟» لا جواب. ثم صعدنا باثنين منهم في المروحيات الهوائية (وسألنا): «أين هو؟ دِلّونا عليه!» لا جواب. ألقينا بأحدهم على الصخور...
> كم قد استخدم من الرصاص والقذائف، كم قد دُمّر من السيارات المصفحة والمروحيات الهوائية، كم من البدلات العسكرية قد تمزّق إرباً، كم كلفنا كل ذلك؟

> لدي في جسدي لائحة كاملة بالعناصر. ما زلت أعاني من الملاريا. وكنت قد قلعت من فترة وجيزة، بضعة أسنان، واحداً تلوَ الآخر، وبدأت أتكلم وأنا بعد تحت تأثير الصدمة والألم. طبيبة الأسنان، وهي امرأة، نظرت إلى وجهي بشيء من الاشمئزاز وقالت: «فمه مليء بالدم، ويريد أن يتكلم...». (في فمه ماء ويجرؤ على الكلام). في تلك اللحظة أدركت أنني لن أكون قادراً على التحدث بصدق عن أي شيء مرة أخرى. الجميع يفكر في أننا على هذا النحو، أفواه مليئة بالدم، ونريد أن نتكلم.

> جئت إلى طشقند بعد ستة عشر يوماً من إصابتي. كنت أشعر بألم في الرأس لمجرد الهمس، ولم أستطع التحدث بصوت عال. في المستشفى في كابول، فتحوا جمجمتي ووجدوا الكثير من صمغ العصيدة وأخرجوا بضعة أجزاء (جذاذات) من العظام. أعادوا جمع يدي اليسرى إنما بواسطة المسامير بدلاً من المفاصل. وكان أول ما شعرت به هو الحزن. حزنت لأنني لن أعود إلى هناك أبداً، ولن أرى أصدقائي أبداً، ولن أتمكن من القيام بالتمارين الرياضية على تلك القضبان الأفقية مرة أخرى. قضيت عامين إلا خمسة عشر يوماً في مستشفيات مختلفة. خضعت لثماني عشرة عملية جراحية، أربع منها تحت التخدير العام. كتب طلاب الطب مقالات (تقارير) عن وضعي، ما أعاني منه وما لا أعاني منه. لم أستطع أن أحلق ذقني بنفسي.

> عندما تصيب رصاصة شخصاً ما، تسمعها. إنه صوت واضح لن تنساه أبداً، يشبه صفعة مبلولة. زميلك بقربك يقع على وجهه في الرمل. رمل طعمه مرير كطعم الرماد. تديره على ظهره. السيجارة التي أعطيته إياها للتو عالقة بين أسنانه ولا تزال مشتعلة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مفكرة روسية من حرب أفغانستان مفكرة روسية من حرب أفغانستان



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:31 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

نجمة لبنانية شابة تتزوج سرًا بمقامر دون معرفة أهلها

GMT 01:49 2016 الأحد ,10 إبريل / نيسان

سعر وتفاصبل السيارة الجديدة " Chevrolet Lanos 2016 "

GMT 03:35 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

طاهر يكشف أنّ الخطيب أنفق أضعاف قائمته في الانتخابات

GMT 18:51 2015 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

البطاطس البيضاء تخفض ضغط الدم المرتفع

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:52 2022 الثلاثاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

الحكومة المصرية تصدر قرارا بشأن الإخوان والقرضاوي بعد وفاته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon