توقيت القاهرة المحلي 22:01:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أيام العرب والترك والفرس وفنزويلا

  مصر اليوم -

أيام العرب والترك والفرس وفنزويلا

بقلم: سمير عطا الله

أشعر بأسىً عميق عندما يكون الضيق عاماً والمحنة شاملة. فعندها تكبر مشاعر الخوف في الإنسان، وتنخفض حكماً همته لإغاثة الغير، وربما تمحى. وعندما تدب الأزمات بالدول الغنية، أفكر دوماً في الشعوب الفقيرة التي تجد عندها المساعدات وفرص العمل والموارد. وعندما حلت بالسعودية والخليج محنتا الجائحة والأزمة النفطية، لم أكن أفكر في أهل البلاد المنعَم عليهم، بل بملايين البشر من كل الأمم الذين قد يخسرون بغتة طمأنينة الحياة، ويضطرون للعودة إلى بلاد لا فرص فيها ولا كفاية، وأحياناً، لا أمل.
في المحنة الكبرى لا يعود للمرء متسع سوى نفسه. كان سومرست موم طبيباً قبل أن يصبح من كبار أدباء بريطانيا. وقال إنه خلال سنوات دراسته، تبين له أنه ليس صحيحاً أن الألم يليّن الطبع البشري ويحنن قساوته: «أول تأثير للألم أنه يجعل الصدور تضيق. تزداد الأنانية في النفس. ولا يعود من أهمية لدى الإنسان سوى ذاته وما يحيط به. الألم يقمع الحيوية».
الأدباء الذين قدِموا إلى القلم من عالم الألم، رأوا عذاب النفس والجسد في أصدق ضعفه. أنطون تشيكوف في روسيا، يوسف إدريس وعلاء الأسواني ومصطفى محمود ونوال السعداوي ومحمد المنسي قنديل في مصر. فرنسوا رابليه في فرنسا. عبد السلام العجيلي وهيفاء بيطار في سوريا.
هؤلاء كانوا يعيشون كل يوم مراحل الشقاء التي يمر بها الناس العاديون في الأزمات الكبرى. لذلك، سمحت لنفسي، متطاولاً، الدفاع عن يوسف إدريس قبالة نجيب محفوظ. ويخيل إلي أن كل نتاج ومواقف نوال السعداوي في دفاعها عن المرأة، نابع من اللحظة الأولى التي دخلت فيها كلية الطب.
كم هي مؤلمة لحظات الضعف البشري. وهي كثيرة أمامنا هذه الأيام. لم أكن أتخيل أنني ذات يوم سوف أسأل عن دواء في صيدلية ولا ألقاه. أو أن أرى شارع الأناقة في بيروت قد أصبح شارع البؤساء والمتسولين. وكيفما نقّلت القنوات العربية ترى خياماً ووحولاً ولاجئين ونازحين في كل الاتجاهات.
وبدل البحث عن عودة لهؤلاء المعذبين نقدم لهم خطباً وسلاحاً. قال لي صديق، بُرِئ أخيراً من وعكة مؤلمة: «الآن عرفت ماذا كان يعني القدامى عندما يقولون: ضاقت بي الأرض. فعندما يضيق بك صدرك، فلا يبقى متسع لشيء».
عندما نرى هذه الجموع الهاربة من أوطانها الثورية المباركة، فإننا ندعو للدول الرجعية بالخير والاستقرار والقدرة على تأمين الحدود الدنيا من الكرامة البشرية للفازعين إليها. ولن نترك مناسبة إعادة انتخاب الرفيق نيكولاس مادورو رئيساً على القطر الفنزويلي تمر من دون مجد وتحية. مثلكم هنا، صاحب الفخامة، نبحث عن الخبز والحليب والأدوية. وقريباً، القهوة. وبعدها نعلن «الوحدة المدروسة».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أيام العرب والترك والفرس وفنزويلا أيام العرب والترك والفرس وفنزويلا



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 17:49 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل
  مصر اليوم - مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 18:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
  مصر اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب

GMT 11:04 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

منة فضالي جمهورها بمناسبة عيد الأضحى
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon