توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحرب بعوض وخنادق

  مصر اليوم -

الحرب بعوض وخنادق

بقلم: سمير عطا الله

كانت السينما في الستينات والسبعينات وقبلها حتى أيام الأفلام الصامتة، تعني اسماً واحداً ومدينة واحدة: هوليوود. وكانت الأفلام في معظمها ذات موضوعين: الغرب الأميركي ورعاة البقر والهنود الحمر، أو الحرب العالمية الثانية وبطولات الجندي الأميركي على الألماني الفظ والياباني المتوحش، الذي لم يروض إلا بقنبلتين ذريتين.
كان يمثل أفلام الحرب أفضل الممثلين وأجمل الممثلات. الطبيب وسيم بلباسه الطبي الأبيض، والممرضة هيفاء في ثوبها المهفهف، وحتى الجرحى المحمولين على محفات، يضعون ضمادات بالكاد عليها آثار دماء.

 

وعشقت الناس حول العالم أفلام الكاوبوي قاتل الأشرار، والجندي الأميركي بطل المعارك، براً وبحراً وجواً. ومن ثم ظهرت صناعة سينمائية جديدة في إيطاليا عرفت بـ«السينما الواقعية». وصارت إيطاليا تنتج فيلم الكاوبوي بربع كلفته في هوليوود: «أبطال» غير معروفين، مثل كلنت إيستوود في بداياته، وخيول أقل، ولا ضرورة لقطعان البقر. تكفي المنازلة بالمسدسات.
أما الحرب فتغير مشهدها تماماً. خنادق خانقة وجنود خائفون غارقون بالمطر والوحل والعواصف، ورقيبهم العسكري فظ، ووحدتهم قاتلة ورفاقهم يسقطون أمامهم، ومؤنهم لا تصلهم، وموت وبعوض وذباب وخلافه. الشيء الوحيد الذي لم تستطع السينما الواقعية نقله إلى المشاهد من الشاشة، هو الروائح.
غيرت السينما الحقيقية النظرة إلى الحرب. وأرغمت هوليوود على أن تصبح أكثر واقعية وأقل ادعاء. وصرنا نرى الجندي الأميركي هو أيضاً يخسر ويجوع ويكتب رسائل الشوق إلى أهله وزوجته. وبدأت هوليوود في إنتاج أفلام مختلفة تماماً، يضعف فيها الضابط المعتقل، ويتواطأ مع العدو. فالحرب، كما قال الفرنسيون في ذلك التبسيط الشهير، «هي الحرب». وتصنعها عادة مكبرات الصوت والصحف والإذاعات وطبول الكره، أكثر من المدافع والدبابات. وبين يوم وآخر تنقلب شعوب بأكملها من المودة إلى القتل والإبادة. والأسوأ من حروب الجيران حروب الأهل. تفيق ذات صباح لتسمع أن السلاح يوزع على الأشقاء وأبناء العم. وبكل غباء يلتحقون فوراً بغزيرة الحقد والحسد، بعد أن يخلعوا العقل من رؤوسهم كمن يخلع حذاء أو جورباً.
منذ سنوات طويلة توقفت هوليوود عن إنتاج نوعين من الأفلام: الكاوبوي والحرب. والآن كلما لمحت على التلفزيون فيلم كاوبوي قديماً أتوقف قليلاً لكي أتبين سخافة صنعه وتصويره وتمثيله. وأضحك وأضحك وأضحك. من ذلك الشاب الذي كان يقف في الطابور لمشاهدة «بطله» المفضل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحرب بعوض وخنادق الحرب بعوض وخنادق



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
  مصر اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon