توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كورناي ولبيد... راسين وأبو تمام

  مصر اليوم -

كورناي ولبيد راسين وأبو تمام

بقلم - سمير عطا الله

قبل سنوات أصدرت وزارة التربية الفرنسية قراراً باستبعاد الشاعرين راسين وكورناي من برنامج الثانوية العامة. أقرب – وليس أدق – مقاربة معهما هي استبعاد أبو تمام ولبيد. مرّ الحدث في فرنسا تقريباً دون تعليق، لكن في لبنان وقف الشاعر سعيد عقل مؤنباً موبخاً مندراً بالعبث الفرنسي، مطالباً بإعادة السيدين كورناي وراسين إلى معارف وثقافات مئات الآلاف من الفرنسيين أو من دارسي المنهاج الفرنسي في الخارج.

الأدب ذوق وحرية. وقد كان الشاعر، محافظاً أو تقليدياً، لدرجة اعتبر بيكاسو مخرباً على الفن والجمال. وبالتالي، فقد أبدى رأياً شخصياً، وهذا حقه، خصوصاً أن الدولة الفرنسية بكل مؤسساتها الثقافية، لن تسارع إلى إعادة النظر في سياستها التربوية بناءً على اعتراض شاعر من لبنان.

كان الأديب والكاتب السياسي فرنسوا مورياك (نوبل 1953) من كبار المفكرين المحافظين، ومعبراً عن الفكر الديغولي والقومية الفرنسية وتراثها. ظل حتى وفاته عام 1970 يكتب «مفكرة» أسبوعية في «الفيغارو» تقرأها كل فرنسا الوسطية. وكنت من قراء «الوموند» الطليعية، واعتبر مورياك أسلوباً من الماضي. وعندما نضجت، شعرت بندم شديد، ورحت أقرأ «المفكرة» التي جُمعت في الكتب وفي سلسلة من المذكرات، أشهرها «مذكرات ذاتية». وهي رحلته في عالم الأدب دون سواه.
منذ أسبوع وأنا غارق من جديد في «مذكرات ذاتية»، ليس فقط بهدف المتعة، بل أيضاً لغاية العلم. يقول مورياك: «نحن مأسورون معه في قفص من أبيات الشعر الجامدة، جميعها متشابهة: لا شيء أقل متعة بالنسبة إلينا نحن الفرنسيين. إنني أنكر أن يكون راسين الشاعر الأساسي بالنسبة إلى مواطني، أو أنهم يرون أنفسهم فيه. لقد أصاب راسين أجيالاً كثيرة من الطلاب بالملل».

ثمة فارق بين الحرية والاعتباطية. وبين الذوق الشخصي والقناعة العامة. وبين أن تعترض على رأي فردي أو على رأي مجموعة من كبرى المؤسسات والجامعات والأكاديميات التي خلصت بعد سنين طويلة، إلى تعديل في بناء فكر المستقبل عند الأجيال الطالعة.

كان طه حسين يقول في شرح «أدب المقالة»، إنها يجب أن تكون مكتوبة بلغة اليوم وتعابيره وفكره، وأن تخاطب القراء بلغة الحاضر. فمن من طلابه كان يعود إلى «أبو تمام» بعد الخروج من البوابة المدرسية؟ ومن من الفرنسيين كان يختار العودة إلى «ملل» راسين وقد شعر بالتحرر من «أبياته الجامدة». كانت مشكلة سعيد عقل، على عمق موهبته، ضيق أفقه وعلاقته بالحداثة. لم تمر به حركة (مايو) أيار 1968 في فرنسا، يوم قلب الطلاب تقاليد التربية العلمية إلى الآبد.

نقلا عن الشرق الأوسط اللندنية
قال مورياك: المسألة ليست أن أدب راسين قد مات، بل أدب المرحلة برمتها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كورناي ولبيد راسين وأبو تمام كورناي ولبيد راسين وأبو تمام



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon