توقيت القاهرة المحلي 22:01:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سبعون الملكة

  مصر اليوم -

سبعون الملكة

بقلم: سمير عطا الله

منذ 70 عاماً تستفيق إليزابيت الثانية، وهي ملكة على بريطانيا، كل يوم، السابعة والنصف صباحاً، توقظها خادمتها من النوم بعد إزاحة ستائر النوافذ. وهو أمر لا يعني الكثير في بلاد ليس من الضروري أن تُشرق فيها الشمس.
تقوم الملكة إلى نهار حافل بالعمل. تقرأ الصحف من دون أن تلقي بالاً إلى أخبار الدس الاجتماعي على العائلة المالكة، ثم تقرأ التقرير الحكومي اليومي عن أحوال العالم. وبعد سبعة عقود لا بد أنها أكثر زعماء العالم اطلاعاً على أحوال الكوكب التي لا تهدأ.
لا تقترع الملكة، ولا تحمل بطاقة هوية، ولا إجازة سوق. لكن الجميع يعرف أنها سائقة غير ماهرة على الإطلاق. وليس ثابتاً إلى الآن، إن كانت هي أم ونستون تشرشل أسوأ سائق في تاريخ البلاد. الثابت أنها لا تقود سيارتها اللاندروفر خارج نطاق القصر الريفي في بالمورال، أما الرجل الذي عرف بأنه أشهر مواطن بريطاني، فكان كلما قاد سيارته بنفسه تسبب في عدد من حوادث السير. تتلقى إليزابيت الثانية 300 رسالة كل يوم. ويفوق مجموع ما بعثت به من برقيات التهنئة إلى الأزواج 600 ألف برقية، وبعثت بنحو 200 ألف برقية إلى الذين بلغوا المائة من العمر، وأرسلت إلى الأصدقاء والمواطنين نحو 15 ألف كعكة كريسماس. ومنذ توليها كرّمت نحو نصف مليون بريطاني وأجنبي بالأوشحة والأوسمة والألقاب النبيلة. وهي ترعى نحو 600 مؤسسة خيرية، يتطلب بعض نشاطاتها حضورها الشخصي.
الذين يقولون إن ملكة بريطانيا (ودول الكومنولث) رئيسة دولة بلا عمل، لا يقرأون سوى الزوايا الاجتماعية في الصحف. وصفت إليزابيث عملها بأنه «وظيفة مدى الحياة». مرة كل أسبوع، عليها أن تستقبل رئيس الوزراء، إلى أي حزب انتمى، لكي يطلعها على المهم من قضايا البلاد والعالم. وليس للملكة أن تعالج فقط مسائل مثل خلافات تشارلز وديانا، بل إن تلعب دوراً أساسياً في قضايا بحجم انفصال اسكوتلندا باعتبارها رمزاً لوحدة البلاد. وقد أثرت كثيراً في نتائج الاستفتاء، عندما أعلنت أنه يحق لها الخروج من الاتحاد كوطن (هوية) ولكن ليس كدولة.
لا يحق للملكة، وفق التقاليد، أن تعبر عن مشاعر شخصية. لكنها خرقت هذا التقليد عام 1965 عند وفاة ونستون تشرشل، عندما قالت إنه «كان ممتع الحضور». ومعروف أن «الأسد» البريطاني كان معلمها الروحي. لكن لدى وفاته، كان قد تقاعد من العمل السياسي قبل عشر سنوات.
نادراً ما ترى الملكة تبتسم أو تدمع. وهي لا تقول أبداً «أحب أو لا أحب». وفي أحد المهرجانات ظلت واقفة لفترة طويلة، فقال أحد الوزراء في حكومة توني بلير «إن قامتها جميلة». وضجت الصحف في اليوم التالي بالتعليق، فاتصل الوزير بقصر باكنغهام يعتذر بشدة، قائلاً إنها زلة لسان. وطلبت الملكة من مكتبها أن يبلغه التالي: «على العكس. منذ زمن طويل لم أسمع مثل هذا الإطراء اللطيف».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سبعون الملكة سبعون الملكة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 17:49 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل
  مصر اليوم - مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 18:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
  مصر اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب

GMT 11:04 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

منة فضالي جمهورها بمناسبة عيد الأضحى
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon