توقيت القاهرة المحلي 19:11:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لبنان يحقّق ويتحقّق

  مصر اليوم -

لبنان يحقّق ويتحقّق

بقلم: سمير عطا الله

يعيش لبنان، كما تعلمون جنابكم، في ظل حكومة مستقيلة تسمى «باللغا اللبنانيي» «حكومة تصريف الأعمال»، أي رفع العتب في القضايا الصغيرة - فقط. وفي المقابل، هناك رئيس مكلف تشكيل الحكومة الجديدة، لكنه لا يحكم، وممنوع عليه أن يسمي وزراءه. ومن جهة أخرى، هناك رئيس الجمهورية الذي يتذمر كل يوم من أن الدستور سرق صلاحياته، ولذلك يتصرف بجميع أنواع الصلاحيات، ومنها المشاركة في تأليف الحكومة، أو منع تأليفها.ليست هذه أول مرة يشهد فيها لبنان البدع السياسية. كلها أمور عادية، خصوصاً منذ أن ظل البلد عامين ونصفاً بلا انتخاب رئيس جمهورية إلى أن خضع الجميع لانتخاب الجنرال ميشال عون الذي جادت به «بندقية المقاومة»، كما قال يومها النائب نواف الموسوي.

لا جديد، إذن، في العيش من دون حكومة أو دولة أو قانون. لكن المأساة اليوم أن النظام الاجتماعي البديل، أو الموازي، دخل أيضاً في عدميات السفه السياسي والانحطاط الأخلاقي. الاقتصاد الحر قد دُمِّر، ومال الناس سُرق، والنظام الصحي مهدد، ولبنان في أسوأ عزلة عربية ودولية منذ ظهوره كاسم جغرافي في التاريخ.
هل هناك مبالغة في هذا القول؟ هناك عجز في التعبير. في 4 أغسطس (آب) الماضي، دمّر انفجار شبه نووي ثلث العاصمة، وشرّد ثلث أهلها، وسارع رئيس الجمهورية إلى القول إنه يرفض التحقيق الدولي «لأنه بطيء». فإذا بالرئيس حسان دياب يعلن قبل أيام، استناداً إلى تقرير لـ«إف بي آي»، أن التفجير حدث بفعل صاعق، وليس بسبب نكتة «التلحيم» (السمكرة). وأبلغ دياب اللبنانيين صاعقة أخرى، وهي أن كمية النيترات التي انفجرت كانت 500 طن، وليس 2750 طناً. فأين ذهب الباقي؟ ولمن؟ ومن كان صاحبه في الأساس؟ ومن صاحب السفينة التي حملته ثم أُغرقت في البحر؟ ومن أشاح النظر عن بقاء ذلك الجحيم طوال سبع سنوات بين البيوت والمكاتب والناس والأطفال والأبرياء؟
أفاق اللبنانيون في العام الجديد على بلد غارق في بقايا العام السائب: بحار من القمامة، ومقابر جماعية، وبحر من العتم والظلمات والذل والإهانات، وأفق من بلاط مسدود يشبه بلاط الضرائح. بعد رفض التحقيق الدولي في مقتلة 4 أغسطس (آب)، عُلِّق الآن التحقيق القضائي. لبنان بلد سوريالي في أفضل حالاته، فكيف في مثل هذه الفوضى والأزمة والفقر والفراغ؟ إنه مأزق لبنان باللبنانيين. ولن يفيقوا. وها هم يعملون جميعاً بنصيحة الرئيس ميشال عون قبل 9 أشهر «اللي مش عاجبو، يهاجر». لن يبقى أحد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان يحقّق ويتحقّق لبنان يحقّق ويتحقّق



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
  مصر اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:47 2020 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

ميسي وصيفا لـ محمد صلاح تسويقيا

GMT 16:55 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

السويد تعتقل عراقيا اتهمته بالتجسس لصالح إيران

GMT 06:05 2020 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

تعرّف على الفوائد الصحيّة لفيتامين "ك" ومصادره الطبيعية

GMT 05:39 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

حقيقة إصابة خالد الغندور بفيروس كورونا

GMT 07:44 2020 الثلاثاء ,16 حزيران / يونيو

سيفاس يفوز على دينيزليسبور بصعوبة في الدوري التركي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon