توقيت القاهرة المحلي 20:16:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

توقيع ساركوزي

  مصر اليوم -

توقيع ساركوزي

بقلم - سمير عطا الله

وضع نيكولا ساركوزي اسمه على بيان وقعه 300 فرنسي يدعو إلى «حذف» بعض الآيات من القرآن الكريم. ويعطي اسم رئيس سابق للعريضة شيئاً من الأهمية. لكنه يزيد أيضاً في إدانتها كعمل غير مسؤول يؤدي فقط إلى تقوية دعاوى المتشددين، بأن الغرب المسيحي يترصد الإسلام والرسالة.
إضافة إلى سطحية الطلب وعبثيته، فهو يؤكد جهل موقّعيه بحقيقة بسيطة جداً، وهي أن الديانة الثانية في البلاد هي الإسلام. والمسألة برمّتها لا أهمية لها إلا في كونها خروجاً على المقبول والقانون والتآخي الوطني، لكن هل يحق لرئيس سابق أدى ذات يوم اليمين الدستورية في الحفاظ على وحدة البلاد في زمن شديد التوتر وسريع الالتهاب ذلك؟
كل ما أراده ساركوزي في خفته السياسية، هو أن يزيل عن نفسه ما لحق به من اتهامات وفضائح عن الأموال التي تلقاها من القذافي. غطى خطيئة تغتفر بخطيئة لا تغتفر. وخطأ أخلاقياً بخطأ وطني، وأخرج نفسه من الوسط الديغولي إلى الحركات الفاشية المتفشية في أوروبا الآن. كأنما هذا الرجل لم يمضِ أعواماً في وزارة الداخلية رأى فيها فرنسا على واقعها، ولا أمضى 5 سنوات في الإليزيه رأى فيه العالم على ما هو.
السياسيون في كل مكان يشعلون سلام بلادهم بعود ثقاب من أجل مصلحة صغيرة. لكن لا شيء سوف يعيد ساركوزي إلى قطار السياسة الفرنسية حتى لو انضم إلى «الجبهة الوطنية» ومارين لوبن.
مجرد بيان سطحي يثبت شيئاً واحداً هو جهل الموقعين بالأديان، وليس بالإسلام وحده. وجهلهم بما يربط الأديان السماوية ورؤية القرآن لهذه الروابط. والقرآن كلٌ أرادوا تجزئتَه في محاولة ضحلة بكل ما فيها. والسيد ساركوزي يخرِّب، في رعونة، المساعي العالية التي يعطيها الرئيس ماكرون الأولوية في سياسته الوطنية. أي البحث عن وسائل الصهر الاجتماعي ليس فقط في فرنسا نفسها، بل في بلاد الينابيع في المغرب العربي.
كلُّ تطرفٍ غلوّ. والشيخ عبد الله العلايلي كان يقول: إن التعصب ليس من الدين، بل من جهل الناس به.

نقلا عن الشرق الاسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

توقيع ساركوزي توقيع ساركوزي



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 19:55 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 13:37 2020 الأحد ,24 أيار / مايو

الفيفا يهدد الرجاء المغربي بعقوبة قاسية

GMT 12:48 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 19 مايو

GMT 16:51 2020 الثلاثاء ,31 آذار/ مارس

إصابة طبيب رافق بوتين في جولة "فيروس كورونا"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon