توقيت القاهرة المحلي 11:21:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الجمهورية الافتراضية

  مصر اليوم -

الجمهورية الافتراضية

بقلم: سمير عطا الله

لبنان جمهورية افتراضية بديعة، كان يمكن أن تكون في «ديزني لاند» لولا اصطدامها ببعض الحقائق، كالجوع والفقر. تصريحات حاكم البنك المركزي المتكررة بأن ودائع اللبنانيين موجودة في بنوكهم. اجتمع في باريس يوم الأربعاء الماضي عدد من رؤساء دول العالم، ومعهم سعادة الأمين العام السنيور غوتيريش؛ لكن بينما سُمح لرئيس الجمهورية أن يخاطب المؤتمر المعقود من أجل لبنان، لم يسمح لحكومته، أو حكومتيه بالحضور؛ لأن الغاية من المؤتمر مساعدة الشعب اللبناني مباشرة، وليس من خلال جهازه الحكومي؛ لأن لا ثقة عند أحد من دول العالم بأن الفلس الذي يُعطى للدولة اللبنانية سوف يصل شيء منه إلى الأرامل والمساكين والمشردين والمنادين بتعييش لبنان، أو ما تبقى.
لم يحدث في التاريخ أن قال زعماء الأمم ما قالوه بالسياسيين اللبنانيين؛ بل إن رئيس الدولة المضيفة إيمانويل ماكرون، كان قد اتهمهم بالخيانة، ولم يرف جفن لأحد من أصحاب: جَفنه علم الغزل... ومن العلم ما قَتَل.
يبحث مؤتمر باريس عن مساعدات للفقراء والذين دُمرت بيوتهم في انفجار المرفأ، والذين لا يملكون أقساط المدارس لأبنائهم، والذين لا يملكون ثمن الأدوية لمرضاهم. ويبحث اللبنانيون عن حكومة تمثل جبران باسيل، وعن قانون انتخابي يجمع فيما بينهم، ويؤكد هيامهم بعضهم ببعض، وعدم القدرة على العيش في مربعات وخنادق وولاءات تمتد من القطب الشمالي إلى القطب الجنوبي.
جمهورية افتراضية، هذا اللبنان الذي صار عمره مائة سنة، وهو لا يزال يبحث عن نفسه ما بين حطام الدنيا والآخرة. وعندما أنشأ الفرنسيون الدولة كان ذلك سهلاً عليهم؛ لكن الذي لم ينتبهوا إليه هو ضرورة العمل على إنشاء مواطن لبناني. والآن يكتشف ماكرون أنها استحالة من المستحيلات. فالسيد جبران باسيل يريدنا أن نتجه شرقاً، أو بالأحرى مشرِقاً؛ لكن ليس قبل أن نضم إلى خريطة المشرق المتعارف عليها الجمهورية الإيرانية. أما تركيا فقائمة على الخريطة منذ زمن والحمد لله، مع أو من دون السيد رجا الطيب.
يهدف مؤتمر باريس إلى معالجة بعض القضايا الثانوية، مثل الحماية من الجوع، والحد من الهجرة المريرة، ومنع لبنان من السقوط في تصنيف الدول الفاشلة، في حين أن الطاقم السياسي اللبناني منهمك بالقضايا الكبرى، مثل إلحاق الهزيمة بالولايات المتحدة، وإقامة قوة نووية تفوق قوتها، ودعم فنزويلا بما يكفي لتحطيم الإمبريالية من جذورها.
لماذا تصر فرنسا على إغراق لبنان في هذه التفاصيل الثانوية؟ لماذا لا تقرأ تصريحات رياض سلامة عن أن أموال المودعين موجودة في المصارف من دون تحديد لسعر الصرف؟ لقد يكون بين يوم وآخر 5000 للدولار، أو 10، أو 20، أو العياذ بالله. لم أنظر إلى الوضع السياسي في لبنان إلا باعتباره «سيركاً»، المهرجون فيه ثُقلاء الدم وغُلظ، والسَّحَرة مكشوفون، والكَذَبة عُراة، وكلما تساءل الناس: لماذا يهاجر اللبنانيون؟ تساءلت بكل صدق: ما الذي أبقاهم حتى الآن؟ إذ كيف يمكن لمخلوق بشري أن يعيش ويستمر في مثل هذا الفراغ المريب والمدمر؟
قال الرئيس ماكرون يوم الأربعاء، إنه سوف يعود إلى بيروت مرة ثالثة أواخر هذا الشهر، في حين لم يطأ مسؤول لبناني أرض الكارثة في مرفأ بيروت، ولو من قبيل النفاق المألوف والممجوج.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجمهورية الافتراضية الجمهورية الافتراضية



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 17:49 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل
  مصر اليوم - مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب

GMT 11:04 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

منة فضالي جمهورها بمناسبة عيد الأضحى
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon