توقيت القاهرة المحلي 07:35:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ملجأ فوق الأرض

  مصر اليوم -

ملجأ فوق الأرض

بقلم: سمير عطا الله

من جمالات فيروز وجمائلها على المغلوبين من أهل الهوى، وما أكثرهم وما أكذبهم، أغنية تتوسل الوهم تقول «تعا ولا تيجي/ وكذوب (كذبة) علي/ الكذبة مش خطية/ وعدني إنّو راح تيجي/ وتعا... ولا تيجي». أحياناً لا يبقى للإنسان سوى الحلم فيحلم، أو لا يبقى سوى الوهم فيتوهم. وذلك ليس ضرباً من الجنون، بل شيء من العزاء. وعندما يفقد الإنسان احتمال إمكانية الحقائق، يلجأ إلى فيروز. ففي أي حال هو يذهب إليها، سواء أحب حباً، أو وطناً، أو قرية تدعى كحلون.
طلب الكاتب إدواردو غاليانو من أميرة الرواية اللاتينية إيزابيل الليندي أن تضع مقدمة لكتابه «شرايين أميركا المفتوحة» وهو، للمناسبة، من الكتب المملّة. غير أن الليندي تستشهد بحكاية من أحد كتبه القديمة:
«كان هناك رجل وحداني يُمضي معظم وقته في الفراش. وبسبب ذلك سَرت شائعات بأنه يخبئ كنزاً في منزله. وفي أحد الأيام اقتحم لصوص المنزل وفتّشوه، فعثروا في القبو على خزنة صغيرة، خرجوا بها إلى مقرهم. وعندما تمكنوا من فتحها بعد عناء، وجدوها مليئة برسائل الحب التي كان الرجل العجوز يتلقاها طول عمره. غضب اللصوص وقرروا إحراق تلك الرسائل. لكن بعد نقاش سريع فيما بينهم، قرروا إعادة الرسائل إليه. لكن ليس دفعة واحدة، وإنما واحدة بعد الأخرى. ومنذ ذلك الوقت يقف الرجل ظُهر كل يوم اثنين عند باب منزله في انتظار ساعي البريد، وما إن يلمحه من بعيد حتى يركض نحوه، فيرفع هذا الرسالة ملوّحاً بها، ثم يسلّمها له، معرباً عن إعجابه بالعاشق الذي لا تنتهي الرسائل الواردة إليه».
ذلك كان الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين ساعي البريد واللصوص. لكن مع الوقت صدّق الجميع الكذبة اللطيفة. وشعر اللصوص براحة البال لأنهم عادوا عن سرقتهم. وشعر الساعي بالسرور بسبب عمل دائم. وصدّق الرجل العجوز أن النساء لا يزلن يكتبن إليه رسائل العشق، فعاد إليه شيء من وهم الشباب.
إنها أغنية «تعا ولا تيجي» في كل اللغات. لكن ليس في زمن «كورونا»، فقد حرم الناس حتى من عزاء كذبة الوهم. ولم يعد في إمكان أحد أن يوجّه الدعوة إلى من يحب حتى في الأغاني، أو في كتابها (الأغاني) الجميل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملجأ فوق الأرض ملجأ فوق الأرض



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon