توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كانت حربها مع المرأة

  مصر اليوم -

كانت حربها مع المرأة

بقلم : سمير عطا الله

كان متوقعًا أن ينقسم الناس حول نوال السعداوى فى غيابها، كما انقسموا فى حياتها. شخصيتها الحادة، ولغتها الجريئة، وثبات 70 عامًا، لم تكن تتحمل موقفًا وسطيًا منها. ومن المؤكد أن لا شبيه لها فى الحركة النسوية، لا فى مصر، ولا فى غيرها. فالحركات النسوية فى العالم العربى لم تخرج عن النداءات الاجتماعية ومسايرة الرجل من أجل بعض الحقوق التجميلية. أو أنها ظهرت فى عمل أدبى فردى، أو فى «جرأة» غالبًا مصطنعة، لا معنى لها ولا قيمة ولا بقاء.

المتفق عليه أن حضور وحركة المرأة بدأت فى مصر. كما أن «ظهورها» بدأ فى مصر أيضًا. إذ بعدما كانت محجوبة عن المسرح والفنون والجامعة، اقتحمت مرة واحدة كل هذه الحقول. ولذا، بدا الآن وجود 8 وزيرات فى الحكومة أمرًا عاديًا ومفروغًا منه. ومنذ الستينيات بدأت صحف مصر تمتلئ بالكاتبات، ليس فقط فى شؤون المرأة وأزيائها وطبخها، بل فى كل القضايا الوطنية والسياسية والاجتماعية.

وفى مصر، برزت المرأة كصحفية كبرى مثل فاطمة اليوسف، أو صاحبة أول صالون أدبى فى الشرق، مثل مى زيادة. وليس مهمًا أبدًا أن كلتيهما من لبنان، فلولا وهج مصر لظل ألقهما محدودًا فى حى من أحياء طرابلس أو بيروت، خصوصًا فى تلك المرحلة التى كان لبنان فيها بلدًا محليًا.

نوال السعداوى نقلت الحركة النسائية إلى مستويات ومربعات أخرى. هنا، المرأة طبيبة أيضًا، والطب لا يقرّ إلا بالتشريح. المخلوق كما هو، وليس كما تعلمنا الجدّات. لذلك لم تطالب الدكتورة نوال بالحق فى الترشح للانتخابات، بل بإلغاء عادة ختان الفتيات الوثنية. ولم تجلس فى منزلها تنتظر أن يعطيها الزوج «مصروف البيت»، بل كانت، كمرأة عاملة، شريكة فى الزواج، وكذلك فى الطلاق. وقد تزوجت ثلاث مرات. ومساكين كانوا الأزواج، كما يفهم من مقابلة مطولة مع الزميل أحمد عدنان فى «إيلاف»؛ إذ قالت: «أنا لا أريد هدية من زوجى لكى يخوننى وهو غير شاعر بالذنب».

فى العامين الماضيين، تدهورت صحة الدكتورة السعداوى وأدخلت المستشفى. وقلت فى نفسى إن المرض سوف يروّض حمم هذا البركان. لكنها من سرير الإعياء استمرت فى كتابة مقال أسبوعى لـ«المصرى اليوم»، أشد جرأة وحدَّة وصلابة. ولم يكن يَسْلَم من تلك الحمم أحد. وفى اعتقادى، أن السعداوى تركت أثرًا كبيرًا فى كاتبات مصر، البارعات هنّ أيضًا فى هذه المهنة يتقدمن الصفوف والطوابير الطويلة فيها، شجاعة وثقافة ومهنية ومشاعر إنسانية.

لم تهدأ نوال السعداوى إلا بعدما سقطت من يدها الورقة وسقط القلم. لم تكن تشبه أحدًا، ولا كانت جزءًا من حركة. كانت حركة نسوية بذاتها، ومظهرًا نسائيًا عنيدًا من سمرة الريف الحادة وبياض الشعر الثلجى. حربها الحقيقية لم تكن مع الرجل بل مع المرأة المكسورة أمامه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كانت حربها مع المرأة كانت حربها مع المرأة



GMT 05:26 2022 الأربعاء ,17 آب / أغسطس

حول التعديل الوزارى

GMT 19:15 2022 الأربعاء ,20 تموز / يوليو

هل بقيت جمهوريّة لبنانيّة... كي يُنتخب رئيس لها!

GMT 02:24 2022 الخميس ,09 حزيران / يونيو

لستُ وحيدةً.. لدىّ مكتبة!

GMT 19:37 2022 الأحد ,05 حزيران / يونيو

البنات أجمل الكائنات.. ولكن..

GMT 01:41 2022 السبت ,04 حزيران / يونيو

سببان لغياب التغيير في لبنان

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon