توقيت القاهرة المحلي 11:01:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الخارجية لا يريدها مريد

  مصر اليوم -

الخارجية لا يريدها مريد

بقلم: سمير عطا الله

في السابق - أي فيما سبق ولا يعود - كانت كلما حانت حكومة جديدة تلهَّف اللبنانيون لمعرفة من يكون وزير الخارجية، هي كانت وجه لبنان. وكانت وزارة الرئيس لأنها تمثل سياسته بين العرب والأمم. وكانت مكانة رئيس الجمهورية تزداد ارتفاعاً واحتراماً وثقة بالوزير، خلافاً لسائر الوزارات العادية الأخرى. لذلك أُعطيت الحقيبة لشخصيات مثل فيليب تقلا، وفؤاد بطرس، وجان عبيد، وكميل شمعون، ورشيد كرامي، وفؤاد نفاع، ومجموعة أخرى من ذوي السمعة الطيبة والخُلق الرفيع والخبرة المتوارثة.
في المعركة الدائرة الآن بين الطوائف والأحزاب والأمم، لا أحد يريد وزارة الخارجية. عبَّر عن ذلك وليد جنبلاط بالقول: «ماذا بقي من سياسة خارجية في لبنان»؟ رفضها، ورفض حقيبة أخرى دخلت العدم، هي السياحة، فلم يبقَ من أجانب في لبنان سوى أعضاء القوات الدولية على الحدود.
أخلى جبران باسيل وزارة الخارجية من كل معنى. جمَّد علاقات لبنان مع كل الدول، واكتفى باستقبال محمد جواد ظريف في مشهد احتفالي لا مثيل له في أي فولكلور من الرقص الشعبي في العالم. وعدا ذلك، اقتصرت خدماته الدبلوماسية لبلده على رفض استقبال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والأمين العام للجامعة العربية الدكتور أحمد أبو الغيط، وفي المرة الثالثة جعل وزير خارجية أميركا ريكس تيلارسون ينتظر وصوله المبجل عشر دقائق بسبب زحمة السير. وهو أمر غير متوقع في بيروت.
فرض جبران باسيل نوعاً جديداً من الأدبيات على واحدة من أقدم الدبلوماسيات في العالم العربي. لم يقم مرة بزيارة عاصمة من العواصم التقليدية في سياسات وعلاقات لبنان، مثل الرياض، والقاهرة، وباريس، وواشنطن. لكنه قام، بكل طبل وزمر، بزيارة بلدان على هامش كل علاقات اغترابية، مثل جنوب أفريقيا وجمهورية الدومينيكان، معرّجاً في طريقه على لبنانيي لاس فيغاس.
الخارجية المسكينة تستدرج العروض، كما كان يقول أنسي الحاج. لا أحد اليوم يريد زهوة الحقائب الوزارية. وعندما حل الدبلوماسي العريق، ناصيف حتي، وزيراً بعد جبران باسيل، اكتشف أن سلفه حوّل الوزارة إلى مؤسسة أهلية لا تبدَّل ولا تُسترد. فلم يطق البقاء أكثر من بضعة أيام. وعندما حاول ترميم شيء من العلاقات مع دول الصداقات التقليدية، مثل الأردن، اكتشف أن سفيرة لبنان في عمان، تريسي شمعون، قدمت استقالتها، تحت العنوان نفسه: شيء لا يطاق ويأس عميم.
لم أتخيل أن يأتي يوم يرفض فيه أي كان، أي حقيبة كانت، في بلاد أصحاب المعالي. أما أن يرفض الجميع وزارة الخارجية، فإن للمرء أن يتصور ما هو حال البلد الذي شارك في تأسيس الجامعة العربية، وفي وضع شِرعة حقوق الإنسان... من خلال وزارة الخارجية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخارجية لا يريدها مريد الخارجية لا يريدها مريد



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon