توقيت القاهرة المحلي 18:25:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العمّة فيكتوريا وياسمين صبري

  مصر اليوم -

العمّة فيكتوريا وياسمين صبري

بقلم: سمير عطا الله

«الحياة الكاذبة عند الكبار» عنوان آخر رواية للإيطالية إيلينا فيرانتي، التي أصبحت تحت هذا الاسم المستعار، أشهر أدباء إيطاليا. وهي الرواية الثالثة التي أقرأها لها، وأكثر مما أحببت في أعمالها. تصور فالانتي في أعمالها حياة الناس في مدينة نابولي بأجيالها المختلفة، الآباء والأبناء، الشقاء والسعادة، الخيانات والحب وسائر الظواهر الاجتماعية.
أمضى نجيب محفوظ معظم حياته موظفاً في وزارة الأوقاف، يرفض مغادرتها حتى بعد بلوغ الشهرة، لأنه كان يعثر في أوراق الوزارة على حكايات الناس وقصصهم ويحولهم بدوره إلى «أبطال». وطالما كانت الرواية أقل درامية من حقائق الحياة، حتى لو كان كاتبها نجيب محفوظ. طبعاً معظم كتاب العالم لجأوا إلى الطريقة نفسها، قبل محفوظ وبعده.
في أحيان كثيرة أتابع الأخبار القضائية في صحف مصر، استمراراً في البحث عن أبطال وبطلات صاحب «ثرثرة على النيل». هذه المرة عثرت في إحدى محاكم القاهرة على بطلة من بطلات إيلينا فيرانتي، في كتابها الأخير. في الرواية الإيطالية، البطلة هي العمة فيكتوريا. سيدة محرومة الجمال، انعكس الأمر على سلوكها بين الناس وضمن العائلة.
ذات يوم يتناهى إلى المؤلفة (صاحبة السرد) صوت شجار بين والدها ووالدتها. وفي ذروة الغضب يقول الأب لزوجته «ابنتك بشعة مثل عمتها فيكتوريا». في محكمة القاهرة تطلب الزوجة نرمين الخلع من زوجها لأنه لا يكف عن اتهامها بالبشاعة، وهو لم يعد يقربها منذ فترة طويلة. وبلغ به الأمر أن جاءها ذات يوم ومعه كمية من المال، رماها في وجهها قائلاً: خدي الفلوس دي، وروحي طبيب تجميل يخليكي تبقي زي ياسمين صبري. ولكن أين للصابرات بياسمين صبري أخرى.
وفي كل مرة كان الزوج يطالبها بياسمين صبري، تشعر بالإهانة فوق الذل. وكان يرفض أن يطلقها بسبب روابط القربى بين العائلتين. ولما لم تعد الحياة تطاق مع هذا السفيه، حملت نفسها وطفلها البالغ عامين، وذهبت إلى المحكمة تطلب منها أن تخلع عنها زوجها، وتخلع فكه، إذا كان القانون يسمح بذلك.
التشابه غريب في الحياة، في حارات نابولي، وحارات بيروت، وحارات القاهرة. إننا لا نعرف أي حياة تدور خلف الجدران. والد في إيطاليا يقول لزوجته إن ابنتها بشعة مثل عمتها فيكتوريا (شقيقته)، وزوج في مصر يطالب زوجته كل يوم بأن تصبح في جمال ياسمين صبري. ومن جانبنا في هذه الزاوية نقول للاثنين: «خلعة تخلع حنككما خلعاً».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العمّة فيكتوريا وياسمين صبري العمّة فيكتوريا وياسمين صبري



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
  مصر اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon