توقيت القاهرة المحلي 12:11:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وحيداً من خلفه... الإعصار

  مصر اليوم -

وحيداً من خلفه الإعصار

بقلم: سمير عطا الله

كتب مراسلنا في موسكو السبت الماضي رسالة يصف فيها كيف يعيش في عزلة مريرة وشيخوخة صعبة، الرفيق السوفياتي الأخير ميخائيل غورباتشوف، في منزل خصّصته له الدولة مدى الحياة، في إحدى ضواحي العاصمة.
في عزلته، يتذكر «غوربي» الساعات الأخيرة في الإمبراطورية السوفياتية التي كان آخر رؤسائها قبل 29 عاماً: تُرى ماذا لو أن الاتحاد السوفياتي لا يزال قائماً، والنظام الشيوعي لا يزال مستقراً؟ أي إجابة غير صحيحة. الذي نعرفه أن الشيوعية زالت في بلدانها السابقة من دون أن يطالب أحد بإحيائها. بل إنها زالت الزوال الكلي مثل الأحزاب الكبرى التي عرفتها أوروبا وعاشت في ظلها عدداً من السنين كالنازية والفاشية. والظاهرة الغريبة أنها استمرت فقط في الصين حيث تعيش جنباً إلى جنب مع ثاني أقرب اقتصاد رأسمالي في العالم.
ينظر كثيرون من الروس، ومن أهل العالم السابق، بامتعاض إلى غورباتشوف، الذي شقّ نوافذ الحرية، وبالتالي أبواب الانهيار. ومعه تغير شكل العالم الذي كان قائماً منذ بداية القرن العشرين. وحدث اختلال واضح في التوازن الدولي. عندما سقط قطب من قطبيه الأساسيين. كما تفجرت في العالم موجات آيديولوجية عنيفة حلّت محل التيار الشيوعي السائد.
لا يتوقف التاريخ كثيراً عند المصلحين الكبار ورجال السلم والذين يغيّرون الاتجاهات التاريخية من دون عنف ودماء. وغورباتشوف هو واحد من الرموز التي أحدثت تغييراً جوهرياً في حياة البشر، من دون ضحية واحدة. لذلك، لا تزال تصدر مئات الكتب كل عام عن جرائم سلفه يوسف ستالين، بينما لا يتذكره الناس إلا يوم يتذكرون سقوط جدار برلين والستار الحديدي والحدود الوهمية التي كانت قائمة في أوروبا.
يكمل ميخائيل غورباتشوف عامه التسعين في مارس (آذار) المقبل. ويبدو من رسالة الزميل رائد، أن العمر قد أثقل عليه إثقالاً شديداً. ويعيش أحفاده في الولايات المتحدة، تماماً مثل أحفاد نيكيتا خروتشوف، أول زعيم إصلاحي بعد وفاة ستالين. ولعلكم تذكرون أن سفيتلانا، ابنة ستالين، لجأت هي أيضاً إلى الولايات المتحدة في مرحلة من المراحل.
ما زال غورباتشوف يدافع عن «البريسترويكا» التي أعلنها ظاناً أنها ستؤدّي إلى انفتاحات محدودة في النظام. لكنها تجاوزته على نحو عاصف وتحوّلت إلى إعصار غيّر عالم الكرة الأرضية. ولا يزال يصرّ على أنه مؤمن بالفكر اللينيني وأمين له. لكنني أعتقد أن الإعصار الذي أشعله حوَّل كل الماضي إلى خُرافة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وحيداً من خلفه الإعصار وحيداً من خلفه الإعصار



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
  مصر اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon