توقيت القاهرة المحلي 12:19:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بقية رسائل لا تُنسى: «جيوش السماء»

  مصر اليوم -

بقية رسائل لا تُنسى «جيوش السماء»

بقلم: سمير عطا الله

رد عليه الإسكندر بالرسالة التالية:
من ذي القرنين إلى من يدعي أنه ملك الملوك، وأن جيوش السماء نفسها ترهبه، وأن أهل الأرض جميعاً يستضيئون بنوره! فهل يليق بإنسان كهذا أن يخشى عدواً حقيراً كالإسكندر؟ ألا يعلم دارا أن الله العلي الأعلى يهب العزة والسلطان لمن يشاء، وأن من يدعي، من عباده الضعفاء الهالكين، أنه إله مثله تخضع له جيوش السماء، يحل به غضب الله فيدمر مُلكه ويخرب بلاده!
ثم يؤكد له أنه عازم على قتاله في الميدان «... ولقد بعثت إليك مع رسالتك التي تفخر فيها بقوتك بسوط وصندوق مملوء بالذهب وحمار محمل بالسمسم... فأما السوط فدليل بأنني سأكون أداة لتأديبك، وأنني سأصبح حاكمك ومعلمك وهاديك، وأما الكرة فتشير إلى أن الأرض وما عليها ستكون خاضعة لرجالي، وأما الذهب، وهو بعض ما لديك من كنوز، فيدل على أن مالك كله سيُنقل إلينا.
أسرفت في القول، وغرك مُلكك الواسع، فتجبرت وتعاليت، وادعيت أنك رب هذه الأرض... أما أنا فلست أعتمد غير العناية الإلهية، وما من شك لديّ في أن الله، جلت قدرته، سيجازيك على كبريائك هذه... ويجعل لي الغلبة عليك. ولست أعتمد في هذا كله إلا على الله وحده والسلام».
اضطر الإسكندر إلى العودة إلى مقدونية لمرض والدته، لكنه عاد بعد شفائها، ودارت بينهما رحى القتال. وقد وصف المؤرخ ميرخواند المعركة:
وتحرك الجيشان كأنهما بحران صاخبان، وتلاطما كأنهما جبلان من حديد، واظلم الجو من كثرة ما ثار من النقع في الميدان... وانشقت السماء... وجرت الدماء على شفار السيوف كأنها المطر المنهمر... وحجبت أجساد القتلى أرض السهل كله عن الأنظار، وحالف النصر الإسكندر، وولى دارا الأدبار فعبر نهر الفرات، وجمع جيشاً أكبر من جيشه الأول، وعرض الصلح مع الإسكندر، وقبل أن ينزل في سبيل ذلك عن نصف ملكه... لكن الإسكندر رفض العرض، مخالفاً نصيحة قواده.
وفي اليوم الحادي والعشرين من سبتمبر (أيلول) سنة 331 ق.م عبرت جيوش مقدونية نهر الفرات بقيادة الإسكندر في أثناء خسوف القمر. وتقابل الفرس واليونان مرة أخرى عند أربيلا، ودارت بينهما معركة من أعظم المعارك الحاسمة في التاريخ. انتصر الإسكندر، وصار صاحب الأمر والنهي في الجزء الأكبر المعروف من العالم وقتئذ، وهو لم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره.
فر دارا من ميدان القتال ليغتال لاحقاً بيد أحد مساعديه. وواصل الإسكندر سيره إلى أواسط آسيا. مات عام 323 ق.م وهو لا يتجاوز ثلاثة وثلاثين عاماً، وترك ملكه يتنازعه قادته.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بقية رسائل لا تُنسى «جيوش السماء» بقية رسائل لا تُنسى «جيوش السماء»



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 03:10 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

داليدا خليل تستعد للمشاركة في الدراما المصرية

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

أهالي قرية السلاموني يعانون من الغرامات

GMT 02:17 2016 الثلاثاء ,21 حزيران / يونيو

فوائد عصير الكرانبري لعلاج السلس البولي

GMT 01:18 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

سامسونج تكشف عن نسخة باللون الأحمر من جلاكسى S8

GMT 17:27 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أطعمة تمنع مرض الزهايمر أبرزها الأسماك الدهنية

GMT 15:02 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ريلمي تعلن موعد إطلاق النسخة الجديدة من هاتف Realme GT Neo2T

GMT 13:46 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

رامي جمال يروج لأغنية "خليكي" بعد عودة انستجرام

GMT 04:47 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

{غولدمان ساكس} يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon