توقيت القاهرة المحلي 16:48:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طُرق الحرير

  مصر اليوم -

طُرق الحرير

بقلم : سمير عطا الله

أول مرة سمعت مسؤولاً عربياً يتحدث عن «طريق الحرير» كانت قبل أكثر من ربع قرن. وكان المتحدث الشيخ ناصر صباح الأحمد، الذي راح يصف كيف سوف تتغير تجارات العالم وأحجامها وأسواقها، وعلاقتنا بها، كلما ازدادت الصين انفتاحاً.

كان الشيخ ناصر يومها يتحدث عن «نقاط المستقبل» ويشرح أسبابها. وأذكر أنه تحدث يومها أيضاً، عن ازدهار غوا، الهندية. اعتبرتُ يومها أن الشيخ ناصر يبالغ في مخيلته وفي ربط المستقبل بالتاريخ. وقلت في نفسي إن «طريق الحرير» ليس سوى مسمى شعري من الماضي أيام كان العالم – وبضائعه – يتنقل على عربات لا تزيد سرعتها على عشرة أميال في الساعة.

لم تغب «طريق الحرير» عن بالي، لكن باعتبارها خيالاً خصباً. لكن عاماً بعد عام، أخذت الصين تصبح طريق العالم. ولم نعد نستورد منها الحرير، لكننا أصبحنا نصدر إليها بحراً من النفط. والصين التي لم تكن في اعتبار أحد يوم حدثنا عنها الشيخ ناصر، هي الآن ثاني اقتصاد في العالم، على الأقل.

الدولة الزراعية البائسة، التي كان أهلها يرتدون جميعاً زياً واحداً، تصرف الآن آلاف الملايين في تنمية آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية. الدور الذي كان تقوم به الولايات المتحدة حول العالم، تقوم به الصين اليوم، على «طرق» الحرير، وليس طريقاً واحدة. ويقدّر بنك آسيا للتنمية أن 22 تريليون دولار سوف تصرف خلال عقد في المناطق المتصلة. والصين تساعد وتصنع وتصدِّر. وأمامها أسواق بلا حدود: أقل من 10 في المائة من أهل جنوب آسيا يملكون جهاز كومبيوتر، أو ميكروويف، وأقل من ثلثهم يملك ثلاجات. لكن الطرق ليست حريراً كلها. التوسع الصيني يقلق الفلبين واليابان والعدو التاريخي في فيتنام، كما يقلقه عدم الاستقرار المزمن في أفغانستان.

وطرق الحرير بحرية أيضاً. فالشركات الصينية بنت، أو اشترت، كلياً أو جزئياً، المرافئ من جزر المالديف وسريلانكا وجيبوتي إلى إسبانيا وفرنسا وبلجيكا. وقبل أعوام سيطرت شركة «كوسكو» على مرفأ بيريوس، أكبر مرافئ اليونان، وأصبحت أكبر شركة حاويات بحرية في العالم. ولا يزيد عمر «كوسكو» على عقد ونصف العقد. وخلال 15 عاماً أيضاً، قدمت الصين قروضاً ومساعدات إلى بلدان الكاريبي وأميركا اللاتينية تزيد على 220 مليار دولار!

أنقل هذه الأرقام عن كتاب «طرق الحرير الجديدة» لبيتر فرانكوبان، من أجل الاعتذار إلى الشيخ ناصر عن سوء الظن. وتبقى جزيرة غوا، التي قال يومها إن من يستثمر في فقرها، سوف يحصد في ازدهارها. وأعتذر أيضاً

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طُرق الحرير طُرق الحرير



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon