توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

غراندايزر

  مصر اليوم -

غراندايزر

بقلم - سمير عطا الله

كل مرحلة في التاريخ لها بطلها. كل بلد، كل جماعة، كل قارة. مَن يخلق البطل؟ الشرير. في الأسطورة وفي الحقيقة، لأن من دون ظهوره سوف يظل الشر مستفحلاً والأشرار مستكبرين. لا بدّ أن يطل من مكان ما، مثل هرقل أو عنترة. وفي الماضي كان يمكن أن يكون الشرير تنيناً أو مخلوقاً هائلاً متعدد الأذرع والأرجل، أو حيواناً ضخماً كالديناصور. لذلك كان لا بدّ من بطل خارق مثل سوبرمان، أو طرازان، الذي في الغابة بخفة سنجاب وقوة أسد.

مع تحديث صورة الشر، كان لا بدّ من تحديث صورة البطل ومنحه ميزات التفوق والانتصار. لم يعد أحداث العصر يصدقون حكاية التنين الذي يخطف عذارى المدينة، فصار التنين الحديث آلياً، «غراندايزر»، أو شيئا من هذا القبيل. يقول عالم النفس كارل غوستاف يونغ إن «البطل» هو أول شيء بحث عنه الإنسان في اللاوعي الجماعي. ولا يزال. فالأعجوبة الألمانية الغربية بعد الحرب لم تكن تنسب إلى الشعب الألماني، بل إلى اقتصادي واحد هو لودفيغ ارهارد. والذي أنهض أميركا من كارثة الركود ليس الشعب الأميركي بل الرئيس روزفلت.
لا شيء يبعث الطمأنينة في الناس مثل شعورهم بأن هناك «بطلاً» جاهزاً للتصدي والدفاع عن ضعفهم. والسينما اليوم – أو التلفزيون – هي التي تصنع لنا الأبطال والأشرار. وتعرف الناس مسبقاً أن ما تراه خيالا صعبا حتى في الخيال، لكنها تشاهد وتتمتع وتصدق أن رجلاً طار من مبنى إلى آخر، وكاد يسقط عن علو طابق لولا أنه تمسك بحافة نافذة في الطابق الخامس والعشرين، ودخل منها إلى الشقة ليكمل المطاردة، لكنه وجد امرأة حسناء تهتف لرؤيته، إلا أنه لم يلتفت لها بل أكمل مهمته. هذه أيضا من شيم الأبطال.
لم يكن البطل في التاريخ مقاتلاً فقط، أو جباراً ذا قوة هائلة، بل كان أيضا ذلك الكريم الأسطوري حاتم الطائي. أو ذلك الحكيم الذي قدم النصائح والمعرفة في حقول الصين. أو الطبيب الذي لم يخش معالجة مصابي الطاعون والبرص.

وفي ذروة صراعها الإعلامي مع الأمير تشارلز، ذهبت الأميرة ديانا إلى مصح للبرص والتقطت الصور مع مرضاه. إنها البطلة المؤاسية للمعذبين، فيما معذبها منصرف إلى الحياة مع خليلته. وقد تبعها الملايين حول العالم ونفروا من زوجها الظالم. ولم يتوقف أحد لحظة عند أن قصة ديانا وتشارلز هي في نهاية الأمر حياة زوج وزوجة مثل سائر البشر، تعلو وتهبط وقد تسقط أحياناً. لكن الناس لا تطيق اضطهاد بطلتها.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنيه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غراندايزر غراندايزر



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon