توقيت القاهرة المحلي 12:57:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

غراندايزر

  مصر اليوم -

غراندايزر

بقلم - سمير عطا الله

كل مرحلة في التاريخ لها بطلها. كل بلد، كل جماعة، كل قارة. مَن يخلق البطل؟ الشرير. في الأسطورة وفي الحقيقة، لأن من دون ظهوره سوف يظل الشر مستفحلاً والأشرار مستكبرين. لا بدّ أن يطل من مكان ما، مثل هرقل أو عنترة. وفي الماضي كان يمكن أن يكون الشرير تنيناً أو مخلوقاً هائلاً متعدد الأذرع والأرجل، أو حيواناً ضخماً كالديناصور. لذلك كان لا بدّ من بطل خارق مثل سوبرمان، أو طرازان، الذي في الغابة بخفة سنجاب وقوة أسد.

مع تحديث صورة الشر، كان لا بدّ من تحديث صورة البطل ومنحه ميزات التفوق والانتصار. لم يعد أحداث العصر يصدقون حكاية التنين الذي يخطف عذارى المدينة، فصار التنين الحديث آلياً، «غراندايزر»، أو شيئا من هذا القبيل. يقول عالم النفس كارل غوستاف يونغ إن «البطل» هو أول شيء بحث عنه الإنسان في اللاوعي الجماعي. ولا يزال. فالأعجوبة الألمانية الغربية بعد الحرب لم تكن تنسب إلى الشعب الألماني، بل إلى اقتصادي واحد هو لودفيغ ارهارد. والذي أنهض أميركا من كارثة الركود ليس الشعب الأميركي بل الرئيس روزفلت.
لا شيء يبعث الطمأنينة في الناس مثل شعورهم بأن هناك «بطلاً» جاهزاً للتصدي والدفاع عن ضعفهم. والسينما اليوم – أو التلفزيون – هي التي تصنع لنا الأبطال والأشرار. وتعرف الناس مسبقاً أن ما تراه خيالا صعبا حتى في الخيال، لكنها تشاهد وتتمتع وتصدق أن رجلاً طار من مبنى إلى آخر، وكاد يسقط عن علو طابق لولا أنه تمسك بحافة نافذة في الطابق الخامس والعشرين، ودخل منها إلى الشقة ليكمل المطاردة، لكنه وجد امرأة حسناء تهتف لرؤيته، إلا أنه لم يلتفت لها بل أكمل مهمته. هذه أيضا من شيم الأبطال.
لم يكن البطل في التاريخ مقاتلاً فقط، أو جباراً ذا قوة هائلة، بل كان أيضا ذلك الكريم الأسطوري حاتم الطائي. أو ذلك الحكيم الذي قدم النصائح والمعرفة في حقول الصين. أو الطبيب الذي لم يخش معالجة مصابي الطاعون والبرص.

وفي ذروة صراعها الإعلامي مع الأمير تشارلز، ذهبت الأميرة ديانا إلى مصح للبرص والتقطت الصور مع مرضاه. إنها البطلة المؤاسية للمعذبين، فيما معذبها منصرف إلى الحياة مع خليلته. وقد تبعها الملايين حول العالم ونفروا من زوجها الظالم. ولم يتوقف أحد لحظة عند أن قصة ديانا وتشارلز هي في نهاية الأمر حياة زوج وزوجة مثل سائر البشر، تعلو وتهبط وقد تسقط أحياناً. لكن الناس لا تطيق اضطهاد بطلتها.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنيه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غراندايزر غراندايزر



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:43 2022 الثلاثاء ,14 حزيران / يونيو

ياسمين صبري تزداد أناقة بإطلالات فخمة وراقية

GMT 21:09 2021 الجمعة ,23 إبريل / نيسان

"وحيد القرن" أصغر ثقب أسود قريب من الأرض

GMT 19:35 2021 الثلاثاء ,23 آذار/ مارس

بورصة بيروت تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 05:47 2021 الخميس ,28 كانون الثاني / يناير

تعرف على رسالة ياسر فرج الأخيرة لزوجته قبل وفاتها

GMT 15:13 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أتلتيكو مدريد يصنع التاريخ بالأرقام في الدوري الإسباني

GMT 21:10 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

بايرن ميونخ أفضل فريق في 2020 ضمن جوائز "غلوب سوكر"

GMT 13:03 2020 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

طبيب يكشف عن والد طفل عروس بنها في حال حملها

GMT 03:22 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

ريم سامي تتألق في مهرجان الجونة السينمائي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon