توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لا مقياس آخر شعوباً وأمماً

  مصر اليوم -

لا مقياس آخر شعوباً وأمماً

بقلم - سمير عطا الله

يقول المؤرخ بول كنيدي، إنه في منتصف القرن التاسع عشر كانت مجموعة من الجزر الواقعة قبالة الساحل الشمالي الغربي تحتل أهمية الدولة الأولى في شؤون العالم. فقد كان نفوذها يمتد على خُمس أرض العالم، وكان لها مصالح في بقيتها؛ لأنها كانت الدولة البحرية الأولى، كما كانت الأولى في التجارة والصناعة، وما نسميه الآن التكنولوجيا.
تلك هي الأسباب التي جعلتها تتقدم على أي مجموعة جزر في العالم بما فيها اليابان. ثمة شيء واحد تصنف به دول وشعوب الأرض: الاقتصاد. ولست أعرف له اسماً آخر. وعندما سلمت بريطانيا هذه المرتبة إلى دول أخرى، كان السبب أنها فقدت سيطرتها على ثروة الأراضي، وتجارات البحار، وتقدمتها أميركا في العلوم، واليابان في التكنولوجيا، والصين في الإنتاج.
عندما انهار الاتحاد السوفياتي بكل عظمته، كان لا يزال يستورد القمح من أميركا، والسيارات من إيطاليا، ويقايض بالأسلحة برتقال المغرب. للأسف لم تتغير شروط ووقائع الاستمرار والنجاح في العالم. وهو عالم ظالم لا يغيّر عاداته في الأفراد والأمم. إنه لا يخاف الفقراء إلا كمن يخاف الخارجين على القانون. ويقف في باب الأغنياء، طالباً المساعدات والمنح. ومهما قال الفقراء من حقائق عن الأغنياء، فسوف يكون الرد أنه الحسد والغيرة.
كيم جونغ أون قرر أن يقبل قواعد العالم قبل أن تسبقه كما فعلت قبلاً في أصدقائه السوفيات، ونموذجه الأعلى أنور خوجا. الجنة الماركسية لم تتحقق في أي مكان. حتى الكفاية لم تتحقق وراء الستار. لذلك؛ أسقطته الصين لتتاجر مع أنحاء العالم، وصارت روسيا ترسل السياح إلى مصر بدل «الخبراء».
الرغيف والحرية، بدل الشبع والتنفس. أعطى القذافي ليبيا خُطباً خضراء مثل خُطب ماو الحمراء. الديكتاتور يرتعد من فكرة الحرية، لكنه في الوقت نفسه يخاف أن يتمتع شعبه بالبحبوحة لئلا يتمادى في التفكير والمقارنة. عندما قرر معمر أن الخطب الطويلة لا تجدي مهما حشيت بالإضحاكات الباهتة، واقتنع أن لا فائدة لأحد في الحشو والنووي، وقرر تالياً الانضمام إلى الدول الطبيعية، نسي أن للحياة العادية شروطها أيضاً وخطابها وآدابها: تعابير يمكن حملها، وعباءات يمكن حملها، وتمويلات يمكن تحملها!
كيف هو الاقتصاد الإيراني؟ كيف هو حال الطبقة العاملة والمتوسطة في إيران؟ ما هو موقع إيران بين دول الكفاية؟ لا يجدي كثيراً أن تقلق إيران وتزعج شعوب العالم. يجب أن تتذكر موقع شعبها على مقياس الرضا. كيم جونغ أون مثال هائل.


نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا مقياس آخر شعوباً وأمماً لا مقياس آخر شعوباً وأمماً



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon