توقيت القاهرة المحلي 19:45:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قرار الأونروا

  مصر اليوم -

قرار الأونروا

بقلم - سمير عطا الله

بعد قرار الانسحاب من «اليونيسكو» وقرار القدس، اتخذت الولايات المتحدة قرارها بوقف المساعدات المالية التي تقدمها لمؤسسة الإغاثة الفلسطينية «الأونروا». ولو كنت أميركياً جمهورياً لقلت في نفسي، إن القرارين الأولين سياسيان وهما من حق حكومتي، وقد تأتي إدارة أخرى غداً تعود عنهما، أو على الأقل، عن قرار «اليونيسكو»، كما فعلت في حالات مناسبة.
لكن قرار «الأونروا» لا يطال حكومة محمود عباس، ولا حكم حماس، إنه قرار يطال الناس، نساءً وأطفالاً ومقعدين طُردوا من ديارهم عام 1948 ولن يجدوا مأوى إلا في المخيمات، ولا يزالون هناك، بلا هوية وبلا مستقبل وبلا هناء. هناك يتوالدون، وهناك يعلمون أطفالهم. هناك يمدَّد لبؤسهم وأساهم وعزلتهم ومنفاهم.

هؤلاء صارت ديارهم بيوتاً بالية في الأردن وسوريا ولبنان. مساعدتهم ليست قراراً سياسياً، ولا منّة عالمية، بل واجب من الأسرة الدولية المزعومة، التي لم تفعل حيالهم شيئاً منذ سبعين عاماً، فعلى أي أساس يعاقَبون؟

«الأونروا» قضية إنسانية لا سياسية. قضية لاجئين ومشرَّدين ومضطَّهدين، فكيف لدولة مثل الولايات المتحدة، دولة لنكولن، ومونرو، وأيزنهاور، أن تقطع عنهم المساعدات الأولية، بينما تتجاهل بناء آلاف المستعمرات فوق البيوت التي كانت بيوتهم، والأرض التي كانت أرضهم؟

هناك جدل يقول لماذا لا يتكفل العرب موازنة «الأونروا»؟ ولماذا السعودية فقط الدولة الواردة على لائحة العشر الأوائل للمتبرعين؟ وهذا صحيح. هناك فرض على العرب لا فرار ولا فكاك منه. ولكن فلسطين مأساة دولية لا يُعفى من مسؤوليتها أحد. كل دولة كبرى لها دور ما في قيام هذه المأساة، من بريطانيا إلى ألمانيا إلى روسيا السوفياتية إلى أميركا.

ولم يعد الوقت وقت نقاش تلك المسؤوليات من 1917 إلى 1947 إلى 1948 إلى 1967، بل هو وقت القضية كما هي مطروحة على العالم اليوم. ليس فقط القضية السياسية، بل الجانب الإنساني الهائل فيها. في الماضي قامت دعوات بين صفوف الفلسطينيين أنفسهم تدعو إلى إلغاء «الأونروا» بوصفها أداة استعمارية. كان ذلك عصر الرعونات واللامسؤولية، والتصفيق للهوائيات اللفظية. وليس من العدل أن تثار هذه الظواهر الآن لمعاقبة شعب بأكمله. إن اللاجئين الفلسطينيين الذين دمغت قضيتهم القرن الماضي، ليسوا نازحي المكسيك، ولا بؤساء الفقر في المتوسط، إنهم ضحايا مسؤولية دولية معلنة.
نقلا عن الشرق الاوسط اللندنيه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قرار الأونروا قرار الأونروا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon