توقيت القاهرة المحلي 20:32:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

زينة العرب

  مصر اليوم -

زينة العرب

بقلم - سمير عطا الله

مرت ذكرى (43) رحيل أم كلثوم الأسبوع الماضي وأنا أتردد، أكتب أم لا أكتب. ثمة جيل أو أكثر، لا يعرفها. ولم يكن في العشرينات عندما غنت «انت عمري». و«أنساك». و«دارت الأيام». وهو جيل لا يذكر تماماً مقام أحمد رامي في الشعر. ولا يسميه «رامي» كما كنا نسميه على أساس أنه فرد من العائلة. ولا يعرف كامل أو مأمون الشناوي وما كتبا. ولا داب وتاب وعاش على ألحان رياض السنباطي وبليغ حمدي.

فلماذا نكتب لهذا الجيل الذي لا يعرف، حسيّاً، لماذا سمتها الأجيال التي قبله «الست» و«كوكب الشرق» و«الهرم الرابع»؟ هل يمكن أن يفهم عصرها حقاً؟ وأن يمضي ليلة الخميس وهو يفقد توازنه كلما هتفت إِنتَ، إنت، ينتى عمري؟ صحيح أنها عبرت من عصر إلى عصر عندما غنت لأهلنا، ثم أنشدت لنا. ولكن مع غيابها كان الوقت أيضا قد غاب. والقصيدة قد فقدت صبرها. والنكسة قد أشعرتنا بالخجل، فلم تعد الجماهير تطلع السطوح والنوافذ وأغصان الشجر إلا كي تصغي إلى نزار يقرأ من «دفاتر النكسة»!
أم كلثوم كانت رمز العز وعلامة الفرح «ولا قصَّر في الأعمار طول السهر». وكان لا يزال للطرب عرش فأضافت إليه صولجاناً. وكانت الأغنية تؤلف وتلحن لكل الطبقات والفئات والأعمار، فغنت معها القصور والبيوت والأكواخ والبحور والصحاري، وتناهى غناؤها إلى هائميها من النوافذ والحانات والدكاكين وراديوات البوابين والنواطير وترانزستور عم عبده.
كل هذا لم يعد ممكناً بعد غيابها. ولم يعد أحد يحلم بأن يغني مثلها، أو يكتب أو يلحن لها. أعدت العالم لغيابها بذكائها الساخر. قبل أن تمضي طوت مسرحها وعزلت فرقتها وأحالت شعراءها على المعاش: لا رامي ولا ناجي ولا هذه ليلتي. والجموع أيضا ذهبت على التقاعد، فلم يعد الرؤساء والقادة يفاخرون بحجز الصفوف الأولى لعلها تلمح من على المسرح كيف تزدهر وجوههم بالمشاعر.
ما زلت أصغي إليها كل أسبوع. وأحياناً أجبن وأرفض. فبعض الذي تغني له من أوتار لم يعد في الأوتار، وبعض الذكريات تلاشت حتى كذكرى، وبعض الشعر شاب حتى أصبح نثراً. وبرغم كل غرورها وكبريائها وثقتها بالنفس، فقد حرصت على أن تترك لنا صوتاً لكل العصور ووجهاً لكل الفصول، فيروز. وبدهائها الريفي، عرفت فيروز كيف تنسجم مع إيقاع الزمن. أبقت على القصيدة، لكن من دون طولها. وأبقت على العشق لكن من دون إهانة. وزلزلت في الأغنية القومية، ولكن بدون ادعاء.
أخذت فيروز كل الأجيال. أطال الله بعمرها، وغمر بالرحمات زينة العرب.

عن الشرق الاوسط اللندنيه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زينة العرب زينة العرب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:20 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أسماء جلال وأسماء أبو اليزيد تتنافسان في الغناء والسينما
  مصر اليوم - أسماء جلال وأسماء أبو اليزيد تتنافسان في الغناء والسينما

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon