توقيت القاهرة المحلي 20:16:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

زينة العرب

  مصر اليوم -

زينة العرب

بقلم - سمير عطا الله

مرت ذكرى (43) رحيل أم كلثوم الأسبوع الماضي وأنا أتردد، أكتب أم لا أكتب. ثمة جيل أو أكثر، لا يعرفها. ولم يكن في العشرينات عندما غنت «انت عمري». و«أنساك». و«دارت الأيام». وهو جيل لا يذكر تماماً مقام أحمد رامي في الشعر. ولا يسميه «رامي» كما كنا نسميه على أساس أنه فرد من العائلة. ولا يعرف كامل أو مأمون الشناوي وما كتبا. ولا داب وتاب وعاش على ألحان رياض السنباطي وبليغ حمدي.

فلماذا نكتب لهذا الجيل الذي لا يعرف، حسيّاً، لماذا سمتها الأجيال التي قبله «الست» و«كوكب الشرق» و«الهرم الرابع»؟ هل يمكن أن يفهم عصرها حقاً؟ وأن يمضي ليلة الخميس وهو يفقد توازنه كلما هتفت إِنتَ، إنت، ينتى عمري؟ صحيح أنها عبرت من عصر إلى عصر عندما غنت لأهلنا، ثم أنشدت لنا. ولكن مع غيابها كان الوقت أيضا قد غاب. والقصيدة قد فقدت صبرها. والنكسة قد أشعرتنا بالخجل، فلم تعد الجماهير تطلع السطوح والنوافذ وأغصان الشجر إلا كي تصغي إلى نزار يقرأ من «دفاتر النكسة»!
أم كلثوم كانت رمز العز وعلامة الفرح «ولا قصَّر في الأعمار طول السهر». وكان لا يزال للطرب عرش فأضافت إليه صولجاناً. وكانت الأغنية تؤلف وتلحن لكل الطبقات والفئات والأعمار، فغنت معها القصور والبيوت والأكواخ والبحور والصحاري، وتناهى غناؤها إلى هائميها من النوافذ والحانات والدكاكين وراديوات البوابين والنواطير وترانزستور عم عبده.
كل هذا لم يعد ممكناً بعد غيابها. ولم يعد أحد يحلم بأن يغني مثلها، أو يكتب أو يلحن لها. أعدت العالم لغيابها بذكائها الساخر. قبل أن تمضي طوت مسرحها وعزلت فرقتها وأحالت شعراءها على المعاش: لا رامي ولا ناجي ولا هذه ليلتي. والجموع أيضا ذهبت على التقاعد، فلم يعد الرؤساء والقادة يفاخرون بحجز الصفوف الأولى لعلها تلمح من على المسرح كيف تزدهر وجوههم بالمشاعر.
ما زلت أصغي إليها كل أسبوع. وأحياناً أجبن وأرفض. فبعض الذي تغني له من أوتار لم يعد في الأوتار، وبعض الذكريات تلاشت حتى كذكرى، وبعض الشعر شاب حتى أصبح نثراً. وبرغم كل غرورها وكبريائها وثقتها بالنفس، فقد حرصت على أن تترك لنا صوتاً لكل العصور ووجهاً لكل الفصول، فيروز. وبدهائها الريفي، عرفت فيروز كيف تنسجم مع إيقاع الزمن. أبقت على القصيدة، لكن من دون طولها. وأبقت على العشق لكن من دون إهانة. وزلزلت في الأغنية القومية، ولكن بدون ادعاء.
أخذت فيروز كل الأجيال. أطال الله بعمرها، وغمر بالرحمات زينة العرب.

عن الشرق الاوسط اللندنيه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زينة العرب زينة العرب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 19:55 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 13:37 2020 الأحد ,24 أيار / مايو

الفيفا يهدد الرجاء المغربي بعقوبة قاسية

GMT 12:48 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 19 مايو

GMT 16:51 2020 الثلاثاء ,31 آذار/ مارس

إصابة طبيب رافق بوتين في جولة "فيروس كورونا"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon