توقيت القاهرة المحلي 23:45:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الغزو في الزمن العابس»

  مصر اليوم -

«الغزو في الزمن العابس»

بقلم - سمير عطا الله

تلقيت من السفير عبد الله بشارة نسخة من كتابه الجديد «الغزو في الزمن العابس» مع الكلمات التالية: يسرني وصول الكتاب إليك، وفيه «غلاظة الثوريين، وعنف البعثيين، ولؤم الحزبيين، وسخافة الآيديولوجيين، وجمود القياديين منهم، وتعالي الديكتاتوريين، وجهل المخططين».
ماذا يمكن أن أزيد في التعريف بكتاب الدبلوماسي العربي الكبير؟ بعدما تقرأ 300 صفحة من السرد الموثق والتاريخ والنصوص، تتوصل إلى نتيجة لم تكن تعرفها من قبل. وهي أن الأكثر رداءة من غزو الكويت واجتياحها واحتلالها «وعودة الفرع إلى الأصل» والمواقف العربية الفاجرة، أو السوقية أو المائعة، كان ما لقيه الكويتيون من صدام حسين ومفرزته من معاملة لا أخلاقية قبل الغزو.
الغزو كان هيناً أمام التعالي العراقي حيال المحاولات الكويتية للوصول إلى اتفاق حول الحدود. وكان هيناً أمام ما سمعه الشيخ صباح الأحمد، والشيخ سعد العبد الله، والدبلوماسيون الكويتيون من طه ياسين رمضان وسعدون حمادي وطارق عزيز. خلال القمة العربية في جدة، طلب الشيخ سعد أن يزور عزت الدوري، فاعتذر بالتوعك. وفي قمة بغداد، قام صدام حسين بزيارة رؤساء الوفود، لكنه ذهب إلى جناح أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد وظلّ واقفاً لا يجلس.
كانت مطالب العراق خلاصتها أن تتحول الكويت إلى إمارة شبيهة بإمارة موناكو في فرنسا. وفي لائحة مطالب أخرى، فتح حرية العمالة أمام العراقيين وإقامة «علاقة مميزة» تتولى فيها العراق علاقات الكويت الدبلوماسية مع الخارج.
وعليك أن تتخيّل كل هذه المطالب يحملها سعدون حمادي أو طه ياسين رمضان. وعندها تعرف لماذا سمى عبد الله بشارة ذلك الزمن «الزمن العابس». ولعله أراد به المكفهر والملبّد والقاتم.
كان من التقاليد المقدسة عند الحزبيين العرب الوجوم. فالابتسامة والرحابة والفطنة وسرعة البديهة من دلائل الاستعمار والرجعية والضعف. والبعض كان يضيف إلى العبوس الغليظ شاربين معقوفين إلى فوق تيمّناً بالبطل يوسف ستالين.
«الزمن العابس» للسفير عبد الله بشارة، صورة مؤلمة وصفحة كالحة من تاريخ الهراوة العربية التي سطت بالقوة على موقع الحكمة الدبلوماسية والتعاطف والتآخي والخلق الحسن. من يريد أن يعرف لماذا وصلنا إلى هنا، يجب أن يقرأ لماذا لم تعد تُعرف الابتسامة منذ حل الزمن الجهيم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الغزو في الزمن العابس» «الغزو في الزمن العابس»



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس

GMT 10:21 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

ميلان يفرض سيطرته على الدوريات الكبرى برقم مميز

GMT 08:40 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الخمس 29 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 08:19 2020 الخميس ,13 آب / أغسطس

تعرفي على 5 طرق مبتكرة للتنظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon