توقيت القاهرة المحلي 05:18:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قاموس يتغير

  مصر اليوم -

قاموس يتغير

بقلم : سمير عطا الله

لا تزال أميركا أكبر بوتقة انصهار بشري في التاريخ. يقيم دونالد ترمب جداراً مع المكسيك، أو يخاصم سلفه الأسود ويرفض مصافحته، أو تشتعل مدن أميركا لمقتل مواطن أفرو - أميركي على يد شرطي أبيض، لكن تبقى أميركا أهم تجربة انصهار. لاحظت ذلك خلال الأحداث الأخيرة من القاموس الجديد المستخدم عفوياً وطبعاً بين الناس. لم يعد «الشرقي» هو الصيني الضيق العينين، بل صار يعرف بالآسيوي الأميركي، مثل «الزنجي» الذي أصبح أفرو - أميركياً. وقبل أن يسمى «شرقياً» كان الصيني يسمى «تشاينا مان»، أي ما يوازي «بتاع الصين». وذو الأصول اللاتينية لم يعد «ملوناً»، بل هسبانياً نسبة إلى الحضارة الإسبانية.
يولد الإنسان عنصرياً. بشرته مختلفة الألوان، ومعالم وجهه مختلفة، وطول قامته مختلف. هذه أشياء لا يستطيع إخفاءها عن المجتمع مثل دينه أو مذهبه أو ميوله السياسية. ويميز الإنسان نفسه ليس بخلقته وعقيدته، بل أيضاً بمنطقته. وثمة عنصريات بين الساحل والجبل. وتتهم شعوب بأكملها بالسذاجة. ويميز الأميركيون جدياً بين الجنوب والشمال وكأنهما بلدان غريبان.
ويحرص بعض الناس في أوروبا وأميركا وسائر العالم على التميز من خلال لهجاتهم. وتستطيع أن تعرف البحريني والكويتي من لهجته أو من إيقاعها، كما تفرق بين التونسي والجزائري والمغربي والليبي. وعندما تدخل مصر من ليبيا، دخلت قارة أخرى. ولا يعود الاسم الشائع «مفتاح»، بل نبيل المدلل «بلبل». وتثنى الأسماء الأولى كمن ينادي رجلاً مرتين لأنه لم يسمع في المرة الأولى: حسنين ومحمدين وعوضين. ويفاخر البعض بالاسم الموروث كجزء من الشرف والكرامة.
وكان الزميل جورج فرشخ يُقحم في الصراعات بين الرئيسين سليمان فرنجية ورشيد كرامي. وبسبب قرب جورج من فرنجية، كان كرامي يعطي تصريحات ينتقد فيها إصرار فرنجية على «فرشخة» الحكومة.
أعطى عدد من الدول العربية دروساً كثيرة للمجتمع الأميركي خلال أحداث جورج فلويد. دروس في الديمقراطية وفي العدالة وفي المساواة وفي التسامح. وأخذوا على الأميركيين العنصرية والطائفية والتعذيب في السجون. وأعطوا في ذلك أمثلة كثيرة عن توحش الغرب. وعن معاملة السود والنساء والمهاجرين. وأهرق المثقفون العرب أنهاراً من الحبر في نقد الشرطة الأميركية التي يقتل رجالها الموقوفين خنفاً.
هناك طرق أكثر رأفة وتحضراً بكثير: علقه من الحائط منقلباً، ودعه يتنفس إلى أن يمل

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قاموس يتغير قاموس يتغير



GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 08:18 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 08:15 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:09 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ
  مصر اليوم - دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ

GMT 20:39 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

يوسف الشريف خارج دراما رمضان 2025
  مصر اليوم - يوسف الشريف خارج دراما رمضان 2025

GMT 05:22 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

حجب منصة “إكس” في البرازيل للمرة الثانية
  مصر اليوم - حجب منصة “إكس” في البرازيل للمرة الثانية

GMT 22:12 2019 الجمعة ,24 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 1.01% في أسبوع

GMT 21:55 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أبوريدة يبحث ترتيبات مباراة مصر وتونس مع وزير الشباب

GMT 22:51 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشاف نوع جديد من العناكب الذئبية جنوب إيران

GMT 21:31 2018 الإثنين ,13 آب / أغسطس

حنان ترك غاضبة من حلا شيحة بعد خلعها الحجاب

GMT 07:06 2018 الثلاثاء ,19 حزيران / يونيو

أبوسعدة يكشف عن تنفيذ قطر حُكم تعويض أسر القتلى

GMT 18:35 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

آبل تستبدل بعض هواتف "iPhone X" التي تعاني من مشاكل

GMT 17:43 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

حمادة صدقي يعلن دراسة السنغال بشكل جيد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon