توقيت القاهرة المحلي 18:08:06 آخر تحديث
الثلاثاء 14 كانون الثاني / يناير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

شهر التذكر ولا تَفَكُّرٌ

  مصر اليوم -

شهر التذكر ولا تَفَكُّرٌ

بقلم: سمير عطا الله

هذا شهر التذكارات الكبرى والعقيمة في التاريخ. تستعاد خصوصاً بأرقام ملايين الموتى وتريليونات الخسائر المادية والأسباب التافهة لإحراق العالم وتدمير البشرية. في الأول من سبتمبر (أيلول) 1939 أشعل النمساوي أدولف هتلر النار في ثوب العالم، وتبعه عدد من غلاة القوميات القاتلة: بنيتو موسوليني في إيطاليا، والطغمة العسكرية في اليابان، وجُرَّ العالم برمّته إلى الدمار والموت، سائراً خلف الخطب الحماسية والشعارات الجوفاء والآمال المدمرة.
كان فرح أسامة بن لادن عظيماً يوم الحادي عشر من سبتمبر، العام الأول من هذا القرن. لقد نجح رجاله في ضرب برجي التجارة في نيويورك، رمز الرأسمالية الأميركية، وجعلوا آلاف النيويوركيين يهرعون إلى الملاجئ، وغيَّروا قواعد الحرب عندما استخدموا طائرات مدنية بدل العسكرية في ضرب المدن، وكان سلاحهم أبرياء مدنيين بينهم نجل صديق لي كان يسافر إلى... عروسه.
في ذكرى 11 سبتمبر هذا العام بدت عبثية العنف والموت على ما هي. جرثومة خفية سماها العلماء «كوفيد - 19». دفعت ملايين النيويوركيين إلى منازلهم وأغلقت المدينة وكلفت الولاية، وجميع الولايات الأخرى، وجميع دول العالم، أضعاف أضعاف ما كلفت حرب المخيلة السادية في «القاعدة».
سبتمبر هو شهر العقل الواحد. الرجل الواحد الذي يقوم عقله على القتل والموت، ولا يرى انتصاره إلا في أقصى حالات الإبادة. بعدما طفق هتلر يملأ العالم موتاً، التفت فرأى ألمانيا ركاماً وقبوراً وفقراً. وخاف من فكرة السجن ففضل عليها الانتحار. رصاصة لو أطلقها على رأسه قبل الحرب لوفّر على الإنسانية أبشع حروب التاريخ. لكن الأمور في هذا العالم لا تتم وفقاً للأمنيات والنوايا الحسنة. هناك دائماً رجل مشتعل يجر من خلفه الحرائق.
ليبيا كانت أحد أكثر بلدان العالم هدوءاً وسكينة في أول سبتمبر 1969. فجأة ظهرت مجموعة من الضباط برتبة ملازم أعلن أحدهم، معمر بن منيار القذافي، أنه خلع إدريس الأول، مؤسس الدولة وحل مكانه. وغير اسم البلد إلى الجماهيرية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى. وعيّن أول سبتمبر حاجباً لديه وسماه الفاتح من سبتمبر. وانتقاماً لخيمة والده، حول ليبيا كلها إلى خيمة يستقبل فيها سياسيي العالم وينقلها معه إلى عواصمهم.
اقتحم العسكريون العرب دور الحكم بالدبابات، وأزاحوا المدنيين والمدنية والفكر المدني. وأخذوا من تعاليم لينين شيئاً واحداً: الرجل الواحد والحزب الواحد، وعنه ورثوا أن «حرية الصحافة خداع». لذلك، عاشت ليبيا على صحافة واحدة لرجل واحد.
تقوم الحياة العسكرية على فكرة «أمرك سيدي». ومدرستها هي «المدرسة الحربية» أو «الكلية العسكرية». ولا يزال الرجل الواحد يرسم أفكاره أو أحلامه على جدار العالم. النموذج الأخير هو رجب طيب إردوغان، الذي سرّح آلاف الموظفين المعارضين من الأحزاب الأخرى. ويتنقل بخطبه الحماسية من إسطنبول إلى طرابلس، أو بالأحرى طرابلسين، الشام والغرب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شهر التذكر ولا تَفَكُّرٌ شهر التذكر ولا تَفَكُّرٌ



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 05:08 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

ترامب يحذر من تداعيات فشل مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة
  مصر اليوم - ترامب يحذر من تداعيات فشل مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة

GMT 18:53 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

رونالدو يتفق على تجديد عقده مع النصر لموسم إضافي
  مصر اليوم - رونالدو يتفق على تجديد عقده مع النصر لموسم إضافي
  مصر اليوم - الصحف العالمية تتناول تحديات وآمال رئاسة جوزيف عون في لبنان

GMT 18:59 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

أخطاء شائعة تؤثر على دقة قياس ضغط الدم في المنزل
  مصر اليوم - أخطاء شائعة تؤثر على دقة قياس ضغط الدم في المنزل

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 18:14 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

محمد صلاح يتصدر قائمة أفضل 10 مهاجمين في أفريقيا

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 14:38 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

فيتامين C له دور أساسي ومهم في الحفاظ على صحة الشعر

GMT 10:39 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

أبوظبي وجهة مثالية لقضاء العطلة في موسم الشتاء الدافئ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon