توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سيرة في الضمير

  مصر اليوم -

سيرة في الضمير

بقلم: سمير عطا الله

ربما يتمثل أهم تعبير عن الحياة في هذا العالم في رجلين، كلاهما من روسيا: الأول، الكونت ليون تولستوي (1828 - 1910)، والثاني، فلاديمير إيليتش لينين (1870 - 1924). الأول من عائلة من النبلاء الأثرياء. الثاني من عائلة ميسورة. الأول اعتبر أعظم روائي في العالم، «على الإطلاق»، كما قالت فرجينيا وولف. الثاني، أشهر ثوري في العالم. كلاهما كافح من أجل الاشتراكية والعدالة الاجتماعية. الأول، فعل ذلك، بأن ألغى الرق في أملاكه وأطيافه، وأنشأ مدرسة خاصة لتعليم أبناء الأقنان، وكلف زوجته الإشراف على تعليمهم، وساعد بعض الأقنان في إقامة مشاريع خاصة بهم، ووضع المؤلفات العظيمة ضد الثأر والعنف، وأعظمها «الحرب والسلم». وسماه البعض «ضمير العالم»، وكان من أشهر تلامذته والمتأثرين به المهاتما غاندي، الذي حرر الهند بالصفح عن مستعمريها.
الرجل الآخر أمم أملاك الأغنياء، وأرسل رفاقه إلى السجون وإلى منفى سيبيريا للموت صقيعاً. وأهبط مستوى التعليم، ونشر روح الحقد والكراهية بين الناس، وبدل الدعوة إلى المساواة بينهم، دعا إلى ديكتاتورية الطبقة العاملة، وأسس لأعتى الأنظمة الديكتاتورية في العالم.
اقتنيت في شبابي جميع مؤلفات لينين، وكانت تباع بسعر رخيص، أو دعائي، وهي من 250 جزءاً، معظمها يضم خطاباته، أو كلماته الحزبية. وإذا كان الروس أرباب الأدب والشعر، فالمؤكد أن لينين لم يكن منهم. حاولت كثيراً البحث عن عمل أنجذب إليه، ولم أستطع. وعندما ضاقت الرفوف بالكتب، كانت مؤلفات فلاديمير أول ما أرسل إلى المخزن.
منذ ذلك الوقت، في كل السنوات، في كل البلدان التي أقمت فيها، ظلت «الحرب والسلم» و«آنا كارينينا» و«موت إيفان إيليتش» على مقربة مني. لست أقرأ فيها الأبطال الذين رسمهم بمهارة فائقة، ولا قراءته لمستقبل البشرية، ولا سرده الجميل، بل أبحث دائماً بين السطور عن البطل الأعظم في رواياته، ليو تولستوي، خصوصاً في «آنا كارينينا» التي رأى النقاد فيها جزءاً من سيرته الذاتية. وقد دون جزءاً آخر من تلك السيرة في «الحرب والسلم». وخلال حياته تأثر به جيل من كبار الكتاب الروس، بينهم دوستويفسكي، الذي يقارعه إلى اليوم موقع الروائي الأول في آداب العالم. ويتنازع هذا الموقع الفرنسيان، بلزاك وبروست، والإنجليزي تشارلز ديكنز. وفقط.
لكن جميع أصحاب تلك الأسماء كانوا فرديين. أدب عظيم وحياة شخصانية أنانية. دوستويفسكي في القمار، وبلزاك في الملذات، وديكنز في الخيانات الزوجية. نادراً ما نجح الأدب الملتزم. لكن تولستوي جعل منه فناً رائعاً وعابراً للأزمان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سيرة في الضمير سيرة في الضمير



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon