توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الاسم المستعار

  مصر اليوم -

الاسم المستعار

بقلم - سمير عطا الله

كان الأستاذ غسان تويني يعتبر أنه في الصحافة من أجل العمل السياسي، وفي السياسة من أجل الصحافة. وقد بدأ العملين مبكراً، فورث «النهار» عن أبيه في نحو الثانية والعشرين، وأصبح أصغر نائب في لبنان في الخامسة والعشرين.
ومن خصاله أنه كان معجباً ببعض خصومه، وفي طليعتهم الزعيم الاشتراكي كمال جنبلاط. وذات مرة أراد الاعتراض على موقف سياسي لجنبلاط (لم أعد أذكر ما هو) من دون أن يذكر اسمه علانية. كنت يومها مسؤولاً عن صفحة «قضايا النهار» فاستدعاني وقال لي على طريقته، ما رأيك في مقال تعلق فيه على موقف جنبلاط؟
قلت له، أنا أحب الرجل ولن أكتب شيئاً ضده، ولكن إذا كان لا بد من الاعتراض، فيمكن أن أكتب مقالاً بتوقيع مستعار. أيضاً ضحك على طريقته وقال: خيارك! ومن دون أن أعود إليه، نشرت في اليوم التالي بتوقيع مستعار هو كمال رزق، حرصت على أن يكون أقرب إلى معاتبة جنبلاط من نقده.
في تلك المرحلة كان يزورنا في «النهار»، كل يوم تقريباً، الشيخ عارف اليحيى، المشهور بميزات ثلاث: الظرف والنباهة، والنجاح المادي، والتكرس لصداقة جنبلاط. كانت زيارات الشيخ عارف تتم عادة من بعد الظهر وما فوق. لكنه جاء ذلك اليوم نحو العاشرة صباحاً. وقال لي، بلغة أهل الجبل المألوفة، وهو يضحك عالياً: «إيسَه (الآن) جايي من عند كمال بيك. قال لي روح يا عمي شوف الزلمي صاحبك هيئتو طلع عندهم كاتب جديد من بيت رزق الله بس سبحان الله، الأسلوب أسلوب بيت عطا الله».
في المساء رويت الحادثة للأستاذ غسان فضحك طويلاً وأصرَّ على أن يسمعها من الشيخ عارف نفسه. وطرب الشيخ عارف للفكرة. لقد حقق، هو وزعيمه، نصراً على الخصوم. الأسماء المستعارة في الصحافة تقليد جميل وبالغ الشعبية عند الناس. وقد ظل الزميل مفيد فوزي ينفي طوال عشرين عاماً أنه «ناديا عابد» في مجلة «صباح الخير» والناس كاشفة أمره، إلى أن روى القصة كاملة في مذكراته «نصيبي من الدنيا». وروى معها أنه أخذ الفكرة من زاوية كان يكتبها إحسان عبد القدوس بتوقيع «أم أحمد». وكتب أنيس منصور طويلاً بإمضاء «سلفانا». وأعتقد أنه اسم المرأة الإيطالية التي أحبها، والتي طالما كتب عنها في الزاوية المقابلة، عندما كان يطل منها على العالم العربي، والعالم العربي يطل منها على عالم صحافي عالمي.

 

 

عن الشرق الاوسط اللندنيه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاسم المستعار الاسم المستعار



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon