توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

واحنا نقول يا ليل

  مصر اليوم -

واحنا نقول يا ليل

بقلم: سمير عطا الله

يفصل بحر المانش، الذي كان عبد اللطيف أبو هيف يقطعه سباحة، بين عالمين لا حد لاختلافاتهما: من جهة بريطانيا العظمى، ومن الجهة الأخرى، فرنسا. لغتان مختلفتان. بروتستانت وكاثوليك، طباع فاترة وطباع فائرة. شعب يحب الطعام مثل لوحة جدارية، وشعب يحب السمك والبطاطا المقلية لكي يأكل بسرعة وينصرف سريعاً إلى سباق الخيل أو ملعب الكرة. إنه يراهن على كل شيء، حتى طقس الصيف التالي: حار أم معتدل، جاف أم ماطر.
أكثر ما لفتني في المفارقات بين أهلي بحر الشمال، علاقتهم بالصحافة. صباح الأحد في بريطانيا، هو صباح الصحافة الكبرى. صحافة الكتب والثقافة والسياسة والفنون والرياضة والفضائح ورهانات الكرة والخيول القافزة والفائزة. على هذا الجانب من البحر، تصدر، لجميع الفرنسيين، صحيفة واحدة بمستوى مهني عادي جداً، واسمها «جريدة الأحد». لا إثارة، لا منافسة، ولا ملاحق خاصة صاعقة على فضائح بوريس جونسون الذي سُمعت صديقته تصرخ به في عباب الليل: إليك عني يا هذا. افرنقع يا وغد، كما هتف مرة محمد سعيد الصحاف في جورج دبليو بوش. وما فعل ذلك، العلج. أي ما افرنقع، بل ظل متكأكئاً.
مسكين من يقرر خوض العمل السياسي في الغرب. إنه قرار بقبول التعري أمام العالم أجمع. صديقات بيل كلينتون السابقات، ومحاولات دونالد ترمب، وتبرعات القذافي للرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، والشقق التي منحها جاك شيراك بإيجار رخيص عندما كان رئيساً لبلدية باريس، وطريقة المستشار الألماني هيلموت كول في التهام السباغيتي، خلافاً لآداب المائدة، وكيف استبقى جيسكار ديستان الممثلة بريجيت باردو في الإليزيه بعدَ العشاء الخاص الذي دعاها إليه.
إذن، المسألة في صراخ صديقة بوريس جونسون، ليست في أنه هجر زوجته من أجلها، ويساكنها بلا رابط شرعي. هذه مسألة لم تعد مطروحة في أدبيات الغرب: الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا هولاند، لم يؤخذ عليه أن له عدة أبناء بغير زواج مسجل حتى في البلدية، وإنما لأنه يذهب إلى لقاء صديقته ليلاً على دراجة نارية. لا حراسة ولا نشيد وطني يرافقه في الليلة الظلماء. أو الليلاء.
ونحن، كعرب، آخر من يحق له السخرية، أو التندر عن آداب الليالي. فلم يغن الليل أحد كما غنيناه، ولم يتأوهه أحد كما تأوهناه. وعندما قال طه حسين إن شعر بيرم التونسي العامي يشكل خطراً على الفصحى، ربما كانت في ذهنه أغنيته:
هو يقول يا ليل واحنا نقول يا ليل
وكلنا بنقول يا ليل أهل الهوى يا ليل

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

واحنا نقول يا ليل واحنا نقول يا ليل



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 10:29 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

شريف مدكور يُعلن إصابته بفيروس يُصيب المناعة

GMT 12:37 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

طبيب الأهلي يعلن جاهزية الثلاثي المصاب للمباريات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon