توقيت القاهرة المحلي 16:48:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

زوجة وشريكة: ماذا تقول «السيدة الأولى» الآن؟

  مصر اليوم -

زوجة وشريكة ماذا تقول «السيدة الأولى» الآن

بقلم: سمير عطا الله

بعد اغتيال الرئيس أنور السادات، لم تنكفئ أرملته في المنزل الزوجي، ولم تبقَ في مصر، خشية أن يوثر وجودها على الإطار الذي تبرز منه «السيدة الأولى» التي ورثت اللقب، وفي الوقت نفسه أرادت أن تستمر في الدفاع عن القرار الخطير الذي اتّخذه زوجها وأدخل مصر في انعكاساته. وهكذا اختارت خطوة لم يسبقها إليها أحد: أن تذهب إلى الولايات المتحدة كأستاذة جامعية، بحيث تبتعد مبدئياً عن القاهرة، وتبقى في الوقت نفسه على صلة بالدوائر الأميركية التي شجَّعت السادات وشاركته في الوصول إلى اتفاق كامب ديفيد. لم تكن غائبة عما يُكتب ويُقال ويثار حتى الآن. لكن أحداث ما بعد كامب ديفيد، بما فيها بروز القوة الإيرانية في الشرق الأوسط، وعودة التدخل التركي، واتفاق أوسلو، وتأسيس منظمة «حماس»، إلى آخر المستجدات والتغييرات، لم تؤثّر في قناعاتها وإنما تعتبرها جميعاً دليلاً على أن السلام هو الخيار الأفضل. وإذ تتحدّث بصفتها «امرأة مسلمة»، تصرّ على أن السِّلم خيار ديني.
قلنا إن «أملي في السلام» قد صدر عام 2009. أي قبل عشر سنوات من اليوم، وفي مراجعة شاملة لكل وجوهه، يبقى بالدرجة الأولى أنه وثيقة تاريخية مهمة للباحثين. وهو بالدرجة الثانية حدث اجتماعي بمعنى دور المرأة كزوجة للحاكم العربي. وهو ثالثاً، شهادة على رغبة الإنسان العربي وليس فقط الحاكم، في الوصول إلى عالم تنموي مزدهر، لا تعيقه الحروب ومآسيها وأجيالها. لكنني تساءلت وأنا أقرأ هذه الرسالة القيّمة إلى المجتمع العالمي، ماذا لو أن السيدة جيهان السادات وضعت هذا الكتاب اليوم؟ سوف أغامر في التخيّل، مستنداً إلى كونها سيدة عميقة التجربة، قوية الإرادة ومعنية كسيدة مصرية وزوجة للرئيس، بصورة شخصية ووطنية معاً.
أتساءل ما هي الخطوات والقرارات والممارسات التي اتخذتها إسرائيل منذ كامب ديفيد واتفاق أوسلو حيال السلام مع العرب. ولا أقصد هنا موقف الحكم الإسرائيلي، فهو متغيّر على الدوام، وإنما أعني المجتمع الإسرائيلي العميق بجميع مؤسساته، العلمية والعسكرية والمدنية وغيرها. في مقابل المتغيّر العربي الهائل، قدّم المجتمع الإسرائيلي تحوّلاً معاكساً لا يُصدّق. فقد اغتال أولاً إسحق رابين، ومن ثم اختار الاقتراع ثم التجديد، ثم التجديد، لمناور سياسي يطرح الشعارات الشعبوية التي لا قيمة حقيقية لها، هو بنيامين نتنياهو.
دفع العرب ثمناً باهظاً في اتجاه السلام، سواء عن قناعة حقيقية، مثل بورقيبة وأنور السادات ومجموعة الدنمارك وياسر عرفات وغيرهم، أو الذين دخلوا منطق التسوية دون قناعة كبرى، كما حصل في «مؤتمر مدريد». وفي المقابل لا شيء حتى الآن وخصوصاً لا جيهان السادات في إسرائيل، وإنما «سيدة أولى» لا تأتي حتى على ذكر تلك الكلمة.
إلى اللقاء...

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زوجة وشريكة ماذا تقول «السيدة الأولى» الآن زوجة وشريكة ماذا تقول «السيدة الأولى» الآن



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon