توقيت القاهرة المحلي 23:50:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عالم من ماس وفرح

  مصر اليوم -

عالم من ماس وفرح

بقلم: سمير عطا الله

في قراءة مذكرات عبد الحليم كركلا، بقلم الأديبة سوسن الأبطح، اكتشفت ذلك الاكتشاف القديم: كلما كان المرء قريباً من الأشياء، صعب عليه التمييز فيها. أولاً، تبين لي أنني لم أعرف فرقة كركلا كما ينبغي لأني مشاهد، فكيف بصحافي. وأذهلني حقاً الدور الذي لعبه الشاعر أنسي الحاج في عمل الفرقة، مع أنني كنت من رفاقه منذ أيام الصبا.
وقد توقفت طويلاً عند علاقة الفنان كركلا بالشاعر سعيد عقل. لقد تجاوز في صداقته مع الشاعر وعمله معه، كل سياساته ونزواته المضحكة في عدائه للعرب والعروبة. وهذا ما لم أنجح فيه... لقد «قاطعتُ» سعيد عقل في كل مجال. وابتعدت عنه شخصياً، وتجنبته في اللقاءات العامة. وبعد وفاته عن 104 أعوام، رثيته في محاسنه. وكانت كثيرة في الشعر وفي النثر وفي لغة فصحى لم يماهره فيها أحد.
وسبب جفوتي منه أن من كان مثله في ماسيات لغة العرب، لا يحق له ولا يجوز، أن يتزعم الدعوة إلى «اللغا اللبنانيي» أو إلى اعتماد الحرف اللاتيني، كما فعل كمال أتاتورك في تركيا.
شعرت بعد غياب سعيد عقل أنني قاطعته بسبب الأشياء الصغيرة فيه. وبسبب شططه المضحك. وحرمت نفسي من لقاءات مع عملاق من عمالقة الشعر والنثر واللغة والقاموس.
ولولا مذكرات كركلا، لما عرفت أن المطرب والملحن إيلي شويري كان شاعراً جميلاً أيضاً. وكان عقلاً خلاّقاً وفناناً مبدعاً. ولم يأخذ شويري حقه من أحد. لقد وُجِد في الزمن الخطأ. الزمن الذي لم يكن للفنان وجود إذا لم يكن على نوتات الرحابنة أو على مسرحهم. وفي هذا المعنى، فقد ظلموا كثيرين، ولو عن غير قصد. ففي نهاية الأمر، كان مسرحهم محدوداً مهما اتسع وعلا.
تشتمل مذكرات كركلا على التاريخ والنقد والتحليل الجميل والعادل لشعراء وفناني المرحلة. وفيها رسم إبداعي مثير لشخصية ونفسية الموسيقي زكي ناصيف، الذي لمع في استعادة الفولكلور اللبناني في مصاف الرحابنة. وكان يكرههم كما يكره كبار الفنانين (وصغارهم) بعضهم بعضاً.
وعاش الراحل وديع الصافي ومعه شهادة محمد عبد الوهاب بأنه صاحب أعظم حنجرة عربية، لكنه لم يستطع أن يقنع الأخوين رحباني بذلك. ولم يخطر له لحظة أنهما يملكان ما سماه كركلا «الماسة» فيروز، التي بسببها تنفد تذاكر المهرجانات لمجرد ذكر الاسم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عالم من ماس وفرح عالم من ماس وفرح



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon