توقيت القاهرة المحلي 16:48:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المتنبي والدخيل والمعتذر بالله: «وزير العرب»

  مصر اليوم -

المتنبي والدخيل والمعتذر بالله «وزير العرب»

بقلم: سمير عطا الله

لم يحل الاعتذار في منتدى العبيكان مشكلتي، التي أصبحت محنتي على الصعيد الشخصي. كلما ذُكر المتنبي أمامي، شعرت أنه تأنيب لي. لعل أهم حافظ لشعر المتنبي، الوزير جان عبيد، رفيق العمر. وعندما صدر مقال التخلي، لم يعاتب في شيء، بل تظاهر كأنه لم يرَ المقال ذلك اليوم.
جان عبيد هو أحد ألمع وأرقى وزراء خارجيتنا. وقد خاطبه الراحل الكبير سعود الفيصل في مؤتمر وزاري بالقاهرة، قائلاً: «أنت وزير خارجية العرب، ولست وزير خارجية لبنان». قال الأمير سعود ذلك بعدما راح جان عبيد يغرف من الآيات القرآنية في الاقتداء بالهدى. وقال الأمير سعود فيما بعد، إن عبيد أعاد إلى ذاكرته الزعيم القبطي الوطني الشهير، مكرم عبيد، الذي قيل إنه حفظ القرآن أكثر من المقرئين.
أي صداقة مع جان عبيد، لا بد أن يكون المتنبي ثالثها. إلى المائدة، أو في السيارة، أو على الهاتف، أو في باريس، أو في الزيارة الطقوسية إلى الرئيس نبيه بري، يقحم الوزير عبيد شيئاً من المتنبي. إنه الملح والبهار.
عندما وصل البن العربي إلى فيينا، عاصمة المقاهي في العالم، وجدها النمساويون مُرّة المذاق، فاقترح أحد نبهائهم أن يضاف إليها شيء من السكر. كلما ازدادت مرارة المحادثات، أضاف عبيد شيئاً من المتنبي.
وكلما نسيت بيتاً في قصيدة، اتصلت أطلب مساعدته. ولا أدري كم هو عدد الكتب في منزلي، لكن ديوان الشعر العربي الوحيد فيه هو ديوان أبي الطيب، في «معجز أحمد» كما سماه المعري. فقد أصبحت على قناعة، خاطئة أو قابلة للنقاش، أن كل دواوين العرب يسقط منها الكثير، ويُستغنى عن كثير فيها، إلا هذا الديوان المذهل والظاهرة الشعرية التي لم تتكرر منذ ألف عام.
كلما طلع جان عبيد ببيت من أبي الطيب، شعرت وكأنه يقرّعني على ما فعلت. ليس بهرم الشعر وإنما بنفسي. وخطر لي أن لا حل أمامي سوى إعلان الاعتذار في «المكان نفسه وبالحرف نفسه» كما تقضي المحاكم في هذه الحالات.
إلى اللقاء...

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المتنبي والدخيل والمعتذر بالله «وزير العرب» المتنبي والدخيل والمعتذر بالله «وزير العرب»



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon