توقيت القاهرة المحلي 11:49:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عاش ليروي كل شيء فاطمة تتمرّد

  مصر اليوم -

عاش ليروي كل شيء فاطمة تتمرّد

بقلم: سمير عطا الله

أيضاً مثل غابريال غارسيا ماركيز، يبحث جلال أمين عن أبطاله بين أفراد منزله وعائلته. ويتحوّل عالم الاقتصاد والاجتماع إلى عالم في النفس البشرية أيضاً. وها هو يرسم للغرباء صورة عن أخته فاطمة التي يقول إنها كانت «لغزاً بكل معنى الكلمة». فهي لأسباب غير واضحة، لم تكن تضمر «شعوراً قوياً بالحب لأبي، ولا كانت دائماً تحاول إخفاء ذلك». ويسارع إلى القول إن السبب كان تركيبتها النفسية وليس تصرّف أو سلوك الأب، إلا أنه يضيف أن نظرة أحمد أمين إلى المرأة لم تكن مختلفة عن نظرة سواه إليها. وقد كان يرى أن عليها أن تقبل صاغرة أو عن طيب خاطر الخضوع لإرادة الرجل. كما كان يعتقد أنها عبء من نواحٍ كثيرة، ومن الأفضل للأب أن يزيح هذا العبء عنه بتزويج بناته في أول فرصة سانحة.
لاحظت فاطمة الاختلاف الشديد في معاملة الأب لأبنائه الذكور: «وأبدت تمرّداً واضحاً عليه، بل ذهبت في هذا التمرّد إلى درجة غير مستساغة بالمرّة، فلم يكن أبي يتقبّل مثل هذا التمرّد من أي من أبنائه، فما بالك إذا صدر من بنت؟». يقول الدكتور جلال إن فاطمة روت له بعد وفاة الأب أنه كان يضربها، غير أنه لا يصدق ذلك، لأن فاطمة كانت أيضاً واسعة الخيال، ولا تفرّق أحياناً بين الخيال والحقيقة، فإذا أحبّت أحداً بالغت في محبته، وإذا كرهت، بالغت في الكره. يقول: «قد يلقي هذا الاختلاف بعض الضوء على تصرفات فاطمة ومشاعرها. فهل كانت هذه المشاعر البالغة القوة والدائمة التقلّب، قاصرة على أفراد العائلة من الذكور؟ لا أستطيع أن أستبعد هذا التفسير، خاصة إذا فكّرت في نوع علاقتها بزوجها، ذلك الرجل الطيب الذي دفع ثمناً غالياً جداً لمشكلات فاطمة النفسية، والذي عانى منها بلا شك أكثر مما عانى أي شخص آخر، بما في ذلك والدي».
يقف الدكتور جلال إلى جانب زوج أخته ويرى أنها ظلمته. غير أنها كانت أيضاً مليئة بالتناقضات، فهي محدّثة ذكية ولبقة ومحبّة للدعابة، لكنها لا تلبث أن تغضب إلى درجة قد تطرد ضيوفها أحياناً. وكانت محبة للفوز والكسب حتى على أهلها، وتؤمن بالخرافات فتتفاءل وتتطيّر من خلال مشهد بسيط. وقد عانت العائلة كلها من هذا التقلّب الذي لا يتردّد جلال أمين في وصفه بل وفي نقله إلى الناس الذين عرفوه أو عرفوا فاطمة أيضاً.
إلى اللقاء

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عاش ليروي كل شيء فاطمة تتمرّد عاش ليروي كل شيء فاطمة تتمرّد



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon