توقيت القاهرة المحلي 16:48:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مفكرة الطائف: البحث عن عبلة

  مصر اليوم -

مفكرة الطائف البحث عن عبلة

بقلم: سمير عطا الله

كيف كانوا يصلون إلى هنا قبل 15 قرناً؟ كيف تخترق قوافلهم هذه الصخور المعدنية السوداء، الشامخة طلوعاً حتى الضباب، الحادة نزولاً مثل سيف لا يرتد؟ وكم من الوقت والصبر والشجاعة والتجلّد، وكم من الحداء والغناء وتدليل الإبل لإقناعها بهذه الرحلة المرعبة المشقة. ليس كيف كانت الإبل تصعد نحو ألفي متر فوق الصخور المجلية مثل البلاط، بل كيف كان في إمكانها أن تنزل، دون أن تخونها ركابها، وأن يرعبها المشهد أمامها: جبال وتلال سوداء بلا نهايات في ذروتها، بلا نهايات في أوديتها، بلا نهاية في قوة هذين المخلوقين العجيبين: الإنسان والجمل.
إلى هذه السوق، المبنية الآن بخليط من حجارة وخشب الجاهلية، وآخر، آخر، آخر معطيات «الهاي تك»، كانوا يأتون في الزمان القديم إلى أشهر أسواق العرب: من العراق والشام وفارس واليمن؟ يعرضون في سوقها الأغنام والأنعام، والطيب والحرير، والسمن واللبن، والسمن والعسل. والشعر، طرب العرب وكبرياؤهم. وإذا كانت السلع جاءت من كل صقع، فأصحاب المعلقات السبع جاءوا جميعاً من أصقاع السعودية، كما يقول الدكتور زياد إدريس، السفير السابق لدى «يونيسكو».
القاعة الكبرى هذا العام كانت لزهير بن أبي سلمى. أرقى أنواع القماش وأرق مكبرات الصوت للقراءة من «حالياته»، وتفصيل لشجرة العائلة. ما من شاعر آخر، ربما في العالم، كان له من أقرباء وأنساب في الشعر، ما كان لهذا الرجل الذي عاش مائة حول، وكتب معلقته «سئمت تكاليف الحياة» وهو في الثمانين.
ولم تقتصر فعاليات المهرجان على المعلقات والقراءة منها على شاشات هائلة الحجم. وكان عنترة يقرأ علينا، وقد أرخى جدائله، واستند إلى حربته من معلقته العذبة، حين قرأنا أن باحثاً عربياً توصل إلى الاكتشاف بأن لا وجود لعبلة ولا لدارها، وإنما اخترعها فارسنا من أجل تزويق الشعر وتجميل الرواية.
يفهم المرء أن تكون بعض الأبيات نُسبت إلى عنترة. فليس معقولاً أن حمَّاد الراوية قد حفظ كل ما قيل إنه حفظ. أما أن عبلة كلها اختراع ابن عمها، فماذا تريد برهاناً أكثر من قوله:
فبعثت جاريتي فقلت لها اذهبي
فتجسسي أخبارها لي واعلمي
إلى اللقاء...

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مفكرة الطائف البحث عن عبلة مفكرة الطائف البحث عن عبلة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon