توقيت القاهرة المحلي 11:49:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الجولان سطوة... لا صفقة

  مصر اليوم -

الجولان سطوة لا صفقة

بقلم: سمير عطا الله

الجزء الأول في الحروب هو الدعاية، أو الإعلام. ويشارك فيه السياسيون والصحف وخبراء الإشاعات ونحّاتو الأكاذيب. وكما تبيح الحروب القتل والتجويع والتشريد والاضطهاد والسرقة وغيرها، تبيح التلفيق والكذب والخداع.
كان جورج أورويل أحد موظفي البروباغندا خلال الحرب العالمية الثانية. وكان الأكثر إقناعاً، لأنه الأقل مبالغة والأكثر معقولية. أي لكونه أخذ دوماً في الاعتبار ذكاء الشعوب ومنطق الأشياء. الإعلام التابع لـ«جهة الممانعة» عندنا يعاني من نقص كثير، وفائض واحد هو سوء الحظ. معظم وجوهه تفتقر إلى الجاذبية، التي هي أمر أساسي في الدعاية. ولم يتبلغ حتى الآن أن العالم تطور بعد الحرب العالمية الثانية من جوزيف غوبلز إلى جورج أورويل.
حالف الممانعة حظ نادر عندما وزعت، أو أحييت، أخيراً، إشاعة صبيانية تقول إن سوريا «باعت» الجولان لإسرائيل في حرب 67. حسن، فلنفترض أن سوريا «الساذجة» باعت، فهل إسرائيل «الشاطرة» اشترت؟ أنت، لكي تبيع شقة صغيرة في حارتكم، تحتاج إلى تسجيلها، وإلى شهود، وإلى أختام، وإلى عقد، وإلى إفادة، وإلى تصديق، وإلى كل ما يثبت أن العقد ليس باطلاً ذات يوم.
هذا إذا كانت المسألة تتعلق بشقة في حارة، أما إذا كانت أرضاً في دولة، فمن يحق له بيعها إذا لم يكن له حق تملكها؟ وإذا حصل بيع وشراء بين دولتين، يحتاج الأمر إلى موافقة وإقرار البرلمان، وأن يكون ذلك علناً، ويحتاج إلى كل الوثائق المفروضة، وإلى الشهود، وإلى تسجيل العملية في السجلات الدولية، إلى آخره.
وصاحب المخيلة العاجزة الذي اخترع قصة الجولان قليل المعلومات أيضاً. فقد بنى على أنها قطعة أرض، أو بناية يملكها مالك واحد، وليست أراضي لعشرات الملايين، فمن الذي وقع باسمهم؟ هذه هدية مجانية لـ«إعلام الممانعة» الذي اعتاد احتكار الدعايات الخالية من عناصر الإقناع ومهارة، أو احترافية، التمويه.
«بيع الجولان» هدية أيضاً لإسرائيل. فمتى كانت تبيع وتشتري؟ إنها تعرف لغة واحدة، هي الاحتلال، ونقض القوانين الدولية. وقد عثرت في دونالد ترمب على شريك أساسي: أعطى ما لا يملك إلى من لا يحق له.

فهل من مستمع ومستجيب؟!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجولان سطوة لا صفقة الجولان سطوة لا صفقة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon