توقيت القاهرة المحلي 16:48:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السباق إلى السرد

  مصر اليوم -

السباق إلى السرد

بقلم: سمير عطا الله

يقف عدد من الروائيين والروائيات العرب في طابور طويل بانتظار إعلان نتائج الجائزة الأدبية المعروفة بالـ«بوكر». فالروائية هدى بركات، وهي إحدى المرشحات البارزات للجائزة، قد قالت للزميلة فاطمة العبد الله إنها تعمل على رواياتها بصبرٍ شديدٍ وتأنٍ كاملٍ، فـ«الرواية ليست فشفشة». وفي هذا اختصار شديد ودقيق لحال كثير من الأعمال الروائية، وخصوصاً النسائية منها. وفي الآونة الأخيرة، أصبحت الرواية عمل من لا عمل له، كما كان الشعر من قبل. فكل من لم يجد لنفسه لقباً أو مهنة، رأى في ادعاء الشعر سهولة جائزة، ولو لفترة قصيرة، ينسى بعدها ما ادعاه، ولا يكلف أحداً أن يتذكر.
صدر أخيراً للدكتور جورج دورليان (عميد كلية الآداب في جامعة البلمند) كتاب بعنوان «البحث عن المعنى» للرواية اللبنانية، ينطلق فيه من أن الرواية «ملحمة العصور الحديثة، شعراً أو نثراً، والتراث العربي الأدبي زاخر بأعمال تشهد لهذا المزج الخلاق». ويقول الدكتور دورليان إن الرواية ولدت من الخطاب السردي الشفوي، وتحولت إلى صنعة كتابية تنتظم في داخلها عناصر قصة أو سيرة أو حدث أو واقعة أو مشهد، بيد أن الرواية خرجت من النطاق الكلاسيكي في العقود الأخيرة من القرن الماضي، ولم تعد تلتزم الأصول أو الفروض الماضية. ويلاحَظ أن في مخيّلة الروائيين اللبنانيين، يحتلّ الأب دائماً مكانة ملتبسة وغامضة: غيابه يجعله موضع شك، وكائناً لا معنى له، بل كائناً خيالياً لا بد من إعادة تكوينه.
وبحسب دورليان، فإن بيروت تلعب دور البطولة في روايات كثيرة؛ إنها المدينة التي جاءها أهل الأرياف بحثاً عن حياة ومستقبل، أو حتى جاءها أيضاً الحالمون من الأوطان المجاورة، بحثاً عمّا تاق إليه أهل الريف اللبناني، أي الانعتاق والحرية والعوالم السحرية. يقابل ذلك، في الرواية العربية بشكل عام، الدور الذي تلعبه القاهرة حيال الأرياف، بل وأيضاً حيال المدن المصرية الأخرى، برغم حجمها الكبير. فالهجرة كانت من كل مكان إلى القاهرة، وليس مثلاً من الصعيد إلى الإسكندرية أو بورسعيد أو المنصورة. ولعل هذه التجربة ليست عربية فقط، فالغربة ما بين الريف والمدينة تجربة مرّت بها جميع الحضارات، خصوصاً في فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، حيث لعبت القرية دور المكان الهانئ والمطمئن، بعكس المدينة الطاحنة، القاسية القلب، التي لا مكان فيها للعطف. ولذلك تتشابه الصور في «الصدمة الثقافية» بين بيروت وباريس ونيويورك. أو بين القاهرة والرباط، أو بين بغداد ودمشق. فالمدينة واحدة في سرعتها الظالمة، والريف واسع الصدر بسيط المطالب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السباق إلى السرد السباق إلى السرد



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon