توقيت القاهرة المحلي 16:48:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

موسكو غير

  مصر اليوم -

موسكو غير

بقلم: سمير عطا الله

منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حتى غزو أفغانستان عام 1979، لم يخض الاتحاد السوفياتي أي حرب خارج حدوده التي تشكل أكبر دولة على الأرض، لكنه لم يكن بعيداً عن أي حرب وقعت في أي مكان في العالم. خاض حرب كوريا، وحرب فيتنام، وحرب النفط في أفريقيا، والمواجهة الكوبية الأميركية، وحروب أميركا اللاتينية، وجميع حروب أفريقيا دون استثناء، وحروب البلقان، وحرب لبنان، وحرب اليمن الجنوبي.
كلها خاضها بالواسطة. زرع، حيث استطاع، أنظمة موالية له، وديكتاتوريات تنفذ أوامره، وأحزاباً تلتقي مع آيديولوجيته، وبقي خارج الحلبات والمواجهات. وفي معظم هذه الحالات، خرج منتصراً مع الرابحين، وخصوصاً في الحروب الإعلامية، حتى طرح نفسه «نصير السلام العالمي»، بينما كانت أميركا ترسل جيوشها إلى كل مكان.
في أفغانستان، أنهى الاتحاد السوفياتي كل الأساطير التي قام عليها؛ هزمته فرق من المقاتلين، وساءت سمعة سلاحه، وفقد سمعة «المقاتل الطيب» والرفيق المناضل في سبيل الشعوب الضعيفة. منذ 1979 أيضاً، وإيران تحاول أن تقلد جارها الروسي. يقبع جنودها داخل الحدود، ويوزَع سلاحها في كل مكان. ليست لها أرض تقاتل من أجلها، فاستعارت أراضي الآخرين. لا مقدسات ضمن حدودها، فاستعارت مقدسات الحلفاء. وفي كل الحالات، تستطيع الزعم أن هدفها هو سلام العالم، بينما يعكر أعداؤها هذا السلام في سوريا والعراق ولبنان واليمن وسواها.
عندما أسقطت إيران الطائرة الأميركية فائقة التطور فوق بحر عُمان، أدرك شركاء الاتفاق النووي أنها علقت التخصيب لكي تنصرف إلى ما هو أكثر أهمية وخطورة بكثير. والامتعاض من العقوبات لم يكن سببه تأثر المشاريع التنموية والحياتية، بل تطوير السلاح الذي تستطيع استخدامه لإرعاب المنطقة وتهديد استقرارها، والمضي في استنزاف ثرواتها الطبيعية.
وفي كل ذلك ترفع شعار السلام. ففي سوريا، ليست هي من يقاتل، بل «حزب الله» والفرق الأفغانية وغيرها. وفي اليمن، تزود الحوثيين بأحدث الطائرات المسيَّرة لكي يضربوا بصواريخها المطارات المدنية، فيما العالم كله يعلم أن أسلحة الحوثي في الأساس لا تتعدى البنادق، إذا توافرت.
وفيما تدّعي إيران التزام القوانين، تكلف الوكيل الحوثي مخالفة كل قوانين الأرض. وليس أحلى على قلبها الآن من أنها في مواجهة مباشرة مع أميركا. كل شيء آخر بعد الآن لم يعد مهماً. وفي طهران من يبحث منذ أيام سراً عن مخارج التفاوض، لأن الذي صنع النظام المتطور الذي أسقط الطائرة الأميركية يعرف أن إيران تحتاج إلى دهر لكي تبني قوة أميركية أو روسية أخرى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موسكو غير موسكو غير



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon