توقيت القاهرة المحلي 16:48:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الصينيون قادمون

  مصر اليوم -

الصينيون قادمون

بقلم: سمير عطا الله

أسافر في مطارات العالم فأرى من حولي أناساً ذاهبين إلى كل جهات الأرض. كل واحد منهم معه هويته وبطاقة سفره، ومعه العنوانان: من أين جاء؟ وإلى أين يذهب؟ بعضهم في عطلة، وبعضهم في متعة، وبعضهم في عمل. ومعظمهم عاديون في حياة عادية، ليسوا خائفين من أحد: لا حيث يذهبون ولا من حيث أتوا. وليسوا جائعين. وليسوا مُذَلّين. وأحرار.
وأكثرهم لم يعد يتذكر كلمة حرية أو يستخدمها. لقد اعتادها أمراً مفروغاً منه مثل الهواء والماء. شعوبنا وحدها لا تسافر من الموانئ ولا تهبط فيها. شعوبنا معابر سرية في الذهاب والإياب. وغالباً بلا عودة. ومن لم يغادر فلأنه لا يملك هذا الترف. معي في الطائرة صبية صينية جميلة من بلاد كونفوشيوس وإمبراطورية زن. أو من. أو تشاو. واحدة من 300 مليون صيني قيل إنهم يجوبون العالم هذا العام. وهناك لغات أخرى لا أفهمها، وأطفال وشبان بيوتهم على أكتافهم في حقائب صغيرة، ويتمتعون. حياتهم فيها عمل وفيها عطل وفيها ضمانات وفيها مستقبل.
استغرقت الرحلة ساعة ونصف الساعة أمضيتها في طرح الأسئلة على جارتي الصينية التي تشبه «سنو وايت» في حكايات الأطفال. سألتها من أي منطقة في الصين، فقالت ضاحكة: مهما شرحت لك، فلن تعرف. فلنقل إنني من وسط البلاد. وهل الحياة اليوم عندكم أفضل من الماضي بكثير؟ وضحكت «سنو وايت» كأنها تريد أن ترميني من نافذة الطائرة، كأنما ما رمت به من سحر لا يكفي.
عادة يريد مسافرو الجو تقصير الرحلات، الصبية الناصعة عكست قانون الأماني والتمنيات. وماذا لو كانت جارتي فتاة عربية؟ أولاً، لا أسئلة. فقد أوصانا عنترة بن شداد «وأغض طرفي ما بدت لي جارتي». وماذا أسألها؟ هل لك أخ أو أب في السجن، أو في البطالة، أو في دنيا اللجوء؟ يسافرون - الآخرون - في كل الاتجاهات، وتهرب شعوبنا في كل القفار والديار. والصين التي كان شعبها يعيش على كف من الأرز ترسل الآن 300 مليون سائح وسائحة حول العالم، بينهم ملكة جمال وسط الصين... وسائر المقاطعات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصينيون قادمون الصينيون قادمون



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon