توقيت القاهرة المحلي 02:14:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العملة الصعبة للأيام الصعبة

  مصر اليوم -

العملة الصعبة للأيام الصعبة

بقلم: سمير عطا الله

عثر في منزل السيد عمر البشير على بضعة ملايين نقداً من الدولار واليورو، للأيام الصعبة. المبالغ النقدية التي عثر عليها في مكتب زين العابدين بن علي لم تكن بهذا الحجم. والشاحنات التي نقلها أبناء صدام حسين من البنك المركزي في الأيام الأخيرة مثل الشاحنات التي نقلها القذافي وعلي صالح، يجمع بينها كلها أنها كانت بالعملة الصعبة.
فقد كانوا أدرى الناس بما فعلته أنظمتهم بعملة البلاد وشريانها الحيوي. وبلد نفطي مثل ليبيا كان يخفض ديناره باستمرار مثل البلدان السقيمة خالية الموارد. وفي نهاية المطاف، نتيجة واحدة: شعب معوز، وحكام ينامون بين صناديق الكاش. حياة صعبة تحت وعملة صعبة فوق. لكن لا شيء ينفع في النهايات المتشابهة مثل تشابهات الحكم نفسها: الرجل وعائلته وحواشيه يعومون فوق بحر من الفساد، ثم يغرقون فيه.
تميّز البشير عن بقية الفرقة بأن وجهت إليه تهمة غسل الأموال. الباقي واحد تقريباً: الأبناء والأشقاء والحزب الحاكم ومدير المخابرات. وهو إما الأخ إذا توافر، أو الصهر إذا تعذر. من بين هواة العملة الصعبة والحياة الصعبة، وجب القول إن بن علي أعطى تونس اقتصاداً معقولاً، رغم أن شعار الثورة عليه كان الفتى الجائع. أحب نفسه مثل جميع المستبدين، لكنه أعطى شيئاً من الحب لشعبه، وبحث له عن التقدم والاستقرار، مع أنه جرده من أغلى ما يملك: حريته.
باقي الفرقة أحب نفسه والكاش. وتصرف في الوطن والدولة كأنهما عزبة بلا حدود. أول ما فعله الحوثيون ساعة الوصول إلى صنعاء احتلال البنك المركزي. خرج علي عبد الله صالح، الفريق، بأموال الأرض في أفقر بلدان الأرض. أخذوا أمواله ثم قتلوه، ثم وزعوا صورته على العالم.
مشاهد مشاهد، من العالم العربي السعيد. 6 ملايين يورو في منزل عمر البشير. وعملات أخرى. ومجموعة من العصي، شعار العهد والنظام. وسوف تلتقط صور أخرى غداً لمقتنيات أخرى وهوايات أخرى. والسودانيون يجمعون الفقر واليأس وعرق الجبين. البشير والترابي كانا يخططان لحكم العالم، بمساعدة كارلوس وبن لادن. القذافي كان يعتمد فكر «الكتاب الأخضر» ومساعدة أبو نضال.
صدام استعان بمهارات أبو نضال، واعتمد فكره الشخصي. بن علي أبقى نفسه داخل تونس. طلب التمديد سلماً، ورفض الجثوم فوق الصدور عندما رأى الناس تهتف مع بو عزيزي وضده.
معيبة تهمة غسل الأموال. ومقززة، عندما يكون المتهم رئيس دولة، ولو بالانقلاب والإكراه. تمرّ صورة المال في مشهدية هذه النهايات المريعة، مذلة وفادحة. والكرامات تغرق في الوحول. مهينة ساعة الحقيقة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العملة الصعبة للأيام الصعبة العملة الصعبة للأيام الصعبة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 18:47 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"
  مصر اليوم - فيفا يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة الأفضل

GMT 02:08 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا
  مصر اليوم - نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 21:40 2019 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

هزة أرضية بقوة 6.5 درجات تضرب إندونيسيا

GMT 02:54 2019 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

خبراء يكشفون عن مخاطر تناول العجين الخام قبل خبزه

GMT 23:10 2019 الجمعة ,05 إبريل / نيسان

نادي برشلونة يتحرك لضم موهبة "بالميراس"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon