توقيت القاهرة المحلي 10:20:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جلال أمين... جَلد يوسف شاهين

  مصر اليوم -

جلال أمين جَلد يوسف شاهين

بقلم - سمير عطا الله

قصة الدكتور جلال أمين مع يوسف شاهين هي قصته، أو حساسيته المفرطة من جميع المتأثرين بالثقافات الغربية. وإنما أكثر قليلاً، وربما أكثر كثيراً. فهو قبل أن ينتقد محمد عبد الوهاب يعبّر عن تأثره به ومحبته له وتقديره لعبقريته. وقبل أن ينتقد توفيق الحكيم يتحدث طويلاً عن أعماله الأولى وأصالته وروعة «يوميات نائب في الأرياف»، و«عودة الروح». أما بالنسبة ليوسف شاهين فبلا رحمة ولا مهادنة منذ أن ذهب في المرة الأولى لرؤية فيلم «إسكندرية ليه». عندما كان في لوس أنجليس يومها عقد شاهين مؤتمراً صحافياً بعد عرض الفيلم حضره الدكتور أمين، وأدلى برأيه بأن الفيلم لا يتماشى مع روح المصريين وذوقهم وإيقاعهم. فغضب المخرج غضباً شديداً. وعلق أمين قائلاً: «الفيلم خلاب من الناحية الشكلية نعم، ولكن هل يغفر هذا الجمال الشكلي عيوب الفيلم؟ لا».

بعدها يذهب الدكتور أمين لحضور فيلم «وداعاً بونابارت» ويخرج من الصالة بالمشاعر نفسها التي خرج منها بالفيلم السابق. ولم يرَ في السينمائي الشهير «سوى مخرج متحلقٍ يخاطب الخواجات من فوق رؤوس المصريين». ثم يعرض فيلم «حدوتة مصرية» في صالة قريبة من منزل الدكتور فيذهب لحضوره: «وكرهت (حدوتة مصرية) بشدة، وتساءلت بغضب بيني وبين نفسي لماذا يظنّ مخرجٌ أنّ من حقه أن يشغل الناس بوقائع من حياته الشخصية لا مغزى لها على الإطلاق بالنسبة للمشاهدين».

ثم يعرض يوسف شاهين فيلمه التالي «المهاجر» وتتدافع الناس لمشاهدته واقفة في الطوابير. وفي أحد هذه الطوابير يقف أستاذ الاقتصاد في الجامعة الأميركية، وعندما يخرج من الفيلم: «لا يتأكد لي فقط كل ما شعرت به من قبل إزاء (إسكندرية ليه) و(وداعاً بونابارت)، ولكني وجدت أنه يحمل رسالة سياسية سيئة للغاية، وكتبت مقالاً عنه بعنوان مبهر للعين ثقيل جداً على القلب، فإذا بي أتعرّض لهجوم من كل صوب، وكأن ليوسف شاهين أنصاراً مسلحين منبثين وراء كل جدار، متأهبين لأي بادرة نقدٍ قد توجه إليه لينقضوا على صاحبها، وهو الذي يدعي أن رسالته هي حرية الفكر والتعبير».
ثم يأتي دور أشهر أفلام يوسف شاهين: «المصير»، فيعرض أولاً في الخارج فتسبقه إلى مصر ضجة أكثر من أي فيلم آخر من قبل. ويعدد الدكتور أمين أنواع المقالات التي ظهرت آنذاك مرحبة بالفيلم. ولا يتردد في الذهاب إلى مشاهدته فماذا يرى فيه؟: «رأيت أشياء جميلة جداً وأشياء سيئة للغاية. كل لقطة تحفة. المناظر خلابة والديكور رائع. وتكوين كل منظر أشبه باللوحة ووجوه الممثلين أيضاً رائعة. ولكن تفسير الفيلم لشخصية ابن رشد كان تفسيراً غير حكيم بالمرة». لن يفلت يوسف شاهين من غضب الدكتور مهما فعل.
إلى اللقاء..

نقلا عن الشرق الاوسط

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جلال أمين جَلد يوسف شاهين جلال أمين جَلد يوسف شاهين



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon