توقيت القاهرة المحلي 21:12:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

متحف الأسماء

  مصر اليوم -

متحف الأسماء

بقلم : سمير عطا الله

تبدو زاوية «في مثل هذا اليوم» في صحيفة «موسكو تايمز» مثل عرض للرجال والأحداث العظام في هذا البلد الهائل، الخليط من الحروب والمآسي والانتصارات والخسائر، ومن أعظم الفنون والآداب. ليس من تاريخ شبيه في درامياته بالتاريخ الروسي.
التاسع من هذا الشهر استعادت «موسكو تايمز» ذكرى ولادة ليو تولستوي عام 1828، أعظم روائييها، ومن يجمع نقاد العالم حتى اليوم على أنه أعظم الروائيين في التاريخ.
سبب هذه المكانة روايته «الحرب والسلم»، التي انكبّ على وضعها متأثراً بتحفة فيكتور هيغو «البؤساء». وأما العنوان، الذي صار أحد أشهر العناوين في الآداب العالمية، فقد اقتبسه أيضاً من كاتب فوضوي فرنسي هو جوزف برودون.
مثل كتّاب كثيرين، كانت حياة الكونت تولستوي هي الرواية الكبرى: بطل شجاع في حرب القوقاز، ويغمى عليه من منظر الدماء. بل إن موقفه الدائم من الدولة، باعتبارها سلطة غير شرعية، اتخذه عندما شاهد بالصدفة عملية تنفيذ إعدام.
لم يتفق مزاجه الشخصي مع التعلّم؛ لكن أحداً لم يقدِّر قيمة العلم. وكان في ذلك مثل طاغور شاعر الهند. وإذ وهب معظم أملاكه للفقراء، أنشأ لهم أيضاً 13 مدرسة. غير أنه بعكس طاغور تماماً، لم يكن يحب الشعر. وكان يقول: «إن كتابة الشعر مثل الفلاحة والرقص في وقت واحد».
غريبة زاوية «في مثل هذا اليوم»، عندما تنشر في بلد مثل روسيا. ففي أعداد «موسكو تايمز» الأخيرة، ذكرى «إيفان الرهيب» الحاكم الأكثر قسوة. وذكرى ليون تروتسكي، منافس ستالين الذي أرسل يغتاله في المكسيك. وشاعرة روسيا الكبرى، أنا أخماتوفا، التي بلغ شِعرها أوجه بعد وفاتها، أي بعد وفاة ستالين، حين كانت قصائدها تُقرأ سراً في المنازل. وعندما قام المفكر بزيارتها، وجدها في شقة صغيرة تتقاسمها مع عائلة أخرى. ولم يكن لديها ما تقدمه له – ولها – سوى بعض البطاطا المسلوقة.
قيل إن غاندي في نزعته السلمية، تأثر جداً بصاحب «الحرب والسلم». والأكيد أنه كما تأثر هو بـ«البؤساء» والأدب الفرنسي، تأثرت أجيال كثيرة به، في روسيا، وحول العالم. وأعمال تولستوي من النوع الذي يوضع جنب الوسادة؛ حيث أصفى ساعات النفس مع الذات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متحف الأسماء متحف الأسماء



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon