توقيت القاهرة المحلي 16:48:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الوصي

  مصر اليوم -

الوصي

بقلم: سمير عطا الله

لا أذكر في حياتي العادية، أو المهنية، رجلاً طغى ذكره كل يوم على أخبار لبنان، مثل وزير الخارجية جبران باسيل. منذ أن أورثه والد زوجته، الجنرال ميشال عون، رئاسة حزبه المعروف بـ«التيار الوطني الحر». لا يمرّ يوم، وأحياناً ساعة، من دون أن يثير السيد باسيل غباراً سياسياً من حوله. ويبدو أنه خلط رئاسة التيار برئاسة الجمهورية. لذلك، فهو يقضي في جميع شؤون لبنان، الخارجية والداخلية والبحرية والجوية. ويتصرف في العلن وفي الخفاء، على أنه شريك رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء. هو يمن ويمنح ويعطي ويقرر. وهو يرمي الرئيس نبيه بري بالنعوت برغم معرفته أن الرجل هو ميزان السلامة والأمانة.
لكن يتفهم المرء سلوك باسيل حيال بري عندما يسمعه يقول لمراسلة الـ«سي إن إن» في دافوس، إن على أميركا وبريطانيا أن تتلقنا درساً في الإدارة المالية من لبنان. أي منه. ومع باسيل ليست للبنان علاقات حسنة - أو مقبولة - مع أميركا وبريطانيا وفرنسا وعدد من الدول العربية - لكن لنا علاقة مميزة مع جنوب أفريقيا وجمهورية الدومينيكان ودائرة الاغتراب اللبناني في لاس فيغاس، حيث ترأس السيد الوزير لقاءً لإقناع أهل المدينة بالعودة إلى جبال لبنان الشامخة!
الأمكنة التي لا يستحبّ معاليه زيارتها كثيراً، هي حيث يعمل 200 ألف لبناني على الأقل في الرياض، وضعفهم في سائر الخليج. ولحكمة واضحة فيه، يقدّم العلاقة مع إيران على كل علاقة أخرى، ويستقبل جواد ظريف في بيروت وكأنه يستقبل رفيق دراسة قديماً عاد إليه بذكريات الأيام الجميلة. سواء كان في بلده الأم أو في بلاد الانتشار - كما يسميها - لا بد من ظهور يومي وتصريح يومي وخطأ في حق أحد ما. رجل بمناصرين، ولكن بلا أصدقاء. وسياسي بخصومات كثيرة ومن دون صداقة مقنعة واحدة.
كيفما تحدث الوزير باسيل ينجح في خلق عداوة جديدة، وكيفما تحرك يحطّم إناء الخَزَف: المشكلة أنه كثير الحركة في الداخل والخارج معاً، يتجول في معاقل خصومه كل أسبوع وخلفه موكب سيارات، مؤلف من 20 في الحد الأدنى، و50 في الحد المطلوب. وعلى اللبنانيين أن يتابعوا كل يوم، وخصوصاً في نهاية الأسبوع، الدروس التي يقدمها بلغة عامية وركيكة، وكأنه يقتبس من أقوال الحكماء. كل يوم يعدهم بشيء جديد، أن يمننهم بشيء آخر. والنعمة الأكبر التي حلّت عليهم أنهم وُلدوا في عصره.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوصي الوصي



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon